مبارك وساط.. (شاعر غبار الأرض ووهجِ الأفق)

1- سياج ----------------- خلف القضبان نلمح وجهاً في حالة انتظار لفتاة شابّة تلميذٍ سجين أن تُمَرّرَ له خلسةً مع هبوط الليل رسالةً ريشةً لطائر قيق مفتاحَ الخروج إلى البراري ................... 2- عودة إلى بلدة ليسانج ------------------------ أزقّة بلد عجيب لا تزال تضجّ في رأسي السّاعات...
أَنْ نشتغل، فذلك يُشبه -رغم كلّ الفروق- أنْ يُقَدَّمَ لِرُكّاب طائرة خلال الثّواني العشر التي تفصلهم عن لحظة الانفجار صوفاً ليَغزلوه. .................................... في لحظة موتي سأُوَرِّثُ المحرومين دمعةً حين أعالج جراح الصّمت سأعلن بصوت جهوريّ عن انتصاري حين تقترب النّجوم من الأرض...
يوم جئتُ - وساط مبارك “ أنا كنت قد جئتُ إلى قرية جدّي هاته في قطار بطيء، وطيلة الرحلة كنتُ أترصّد ظهورَ تلك الصّقور في الفضاء، أعني الشّواهين الخمسة المزهوّة بتلاوين مناسرها والتي قال عنها صحافي أميركيّ في الهيرالد تريبيون إنّها أَلِفَتْ أنْ تَتْبَعَ قِطارا حتّى يَصِلَ إلى مشارفِ نهر قُرْبَ...
منذ دهر وصنَّارتي في الماء ولَمْ أصطد سوى السّأم. لا أرى غَيْرَ قوس قزحٍ ينزل وبإبرٍ ذهبية يُطَرّزُ حواشي الأمواج ولا أسمع سوى أنفي الذي يئزّ كنحلة كلما أفرغْتُ زِقّي. ثمّ خرج نديمي المساء من البحر وأقبل نحوي حاملا طَيَّ أجفانه سَمَكًا كثيرا وفي كفّيه مَحارُ طفولتي...
يحدثْ إذا ابتعد الأعمى مخفوراً بهسيس الظلام أن تنبثق من بؤبؤيه عصافيرُ برّاقة -- وأحيانًاً إذْ تتفتح عيون الطَّلِّ تتقمّص أزهارٌ شفاهَ الغواني -- ومرّةًً رأينا عراَّفين يسْملون عيون النّهار وبغامض التّعزيم يصنعون من الرَّمادِ ظلاماً --- ومرّةً فكَّرنا في المصير الأسود للطحالب الحمقاء فنما قلقٌ...
أتذكّر أيضاً ذلك الصيف. أيّام الجَدب تلك. الذين نفقتْ لهم نعجات استشعروا ما يشبه الكسور في ضلوعهم. شيوخ، من فرط الهمّ، نسوا الصناديق الصّغيرة التي كانت مستودعَ أرواحهم على ظهور حميرهم. وتضافرتْ جهود لتسلية المهمومين وبعث الأمل في النفوس، فازدهرَت أنشطة حول آبار لم تكن قد نضبتْ كلّية. من بينها...
كنتُ صيّادَ سمك وكنتُ غنيّاً أو فَلْنَقُلْ إنّه لم يكنْ ينقصُنِي شَيْء ثُمَّ ساءتْ أحوالي، بعد أن عشقتُ حياةَ الليل بغوانيها بِنبيذِها بِحُرُوبها وأصبَحْتُ سيّدَ السّاهرين وحسِبُوني جُنِنتُ حينَ بدأتُ أُرَى في منتصفاتِ الليالي ومعي شِبَاكي التي صِرْتُ أُلْقيها إلى أعلى، لَعَلّي أصطادُ ابتساماتِ...
كيف لي أن أنهي قصّة الأميرة ذات الهمّة وولدها عبد الوهاب في ليلتي هاته التي يُضيئها فحسب بُؤبؤا عصفور؟ لن أبحث عن جواب ما دامت هذه الرّيح البطيئة لم تنته من مسح العرق عن حصاني المطاطي المركون قرب النّافذة. حقّاً، كانت لي ريشات هنديٍّ أحمر حول رأسي، لكنّها سقطتْ منّي ذاتَ صباحٍ في حقل جدّي...
1 ـ هذا الصباح شوهِد بحرُ مدينتنا وهو يتحرّك بسرعة في الهواء إنه يُسافر محلّقاًً إلى حيثُ سيقضي عطلته يطفو على سطحه أطفاله ويلعبون 2 ـ هذه امرأةُ تحلق باستمرار إنها ربانةُ طائرة كانت معي في نفس الفصل لمدة سنتين أيام المراهقة وكان لصوتها جَرْسٌ مدهش علت ضحكتها مرّة فقفز من النشوة القطّ الذي...
في قاعة الاستقبال عند السّيدة دي ريكوشيه المرايا هي من حبّات ندىً معصورة المنضدة الصّغيرة مُشكَّلة من ذراع وسط اللبلاب والسّجادة تموت مثلما الأمواج في قاعة الاستقبال ببيت السّيدة دي ريكوشيه شايُ القمر يُقدَّم في بيوض السُّبَد السّتائر تطلق العنان لذوبان الثّلوج والبيانو الذي تراه العين جِدَّ...
- يأتي عليكم زمن بعدي يفرضون فيه ضرائبَ متفاوتة على البسمات، تبعا لحجومها لا تؤدِّها ولا تُطل الوقوف بداخل شجرة عاشِر الزّهرة وأرقها ولا تسبح في نهر يوم ذكرى مولده *** - لا تأبه لهم إذا وضعوا عظامك تحت المراقبة أَخْفِ الأجراس في الأعشاش رُصَّ أحلامك في الأقداح دُسَّ الكهرباء في الأحجار فلن...
من حولنا قلوبٌ صغيرة تُشقشِق وصناديقُ يُقالُ فيها حديدٌ فيهِ بأسٌ شديد لكنّنا ندخّن وجداولُ النّسيم بحُنُوّ تُلامس أكتافنا نعلمُ أنّ جسدينا قد يضيعانِ في هذه العاصفة من التّصْفيق الآبار محظورة في هذا المكان إنّه المقهى الذي وَأَدُوا تحْت آلام القمر يومهَا، تركْـنَـا رأسيْنَا في غابة لتستعملها...
هذا الصّباح، لاحَـقـتـني على امتداد شارع السّنجاب- حيثُ، دوما، أقوم بنزهتي- شجرة ذاتُ أنفاسٍ حَرَّى ذاتُ قوائمَ وبريق عين وحين ابتَسَمْـت انقلبتْ شجرةً عادية لها جذور وعصافير! يا أنا يا أنا ها هي خلفك الآن حتّى في هذا الغَلس وأنْتَ تمُرّ أمام باب بيتك المُوارب ها هي خلْفَك فإذا غنّيتُمَا معا...
سبقت الترجمة بقية الأشكال الأدبية التي طرقها الكاتب المغربي مبارك وسّاط (1955)، فهي التي فتحت له مظلة الكلمات. في سنة تخرّجه من الجامعة، ترجم فصولاً من كتاب رونيه شار. يقول في مقابلة مع "العربي الجديد": "بدأت علاقتي بالترجمة وقتها. بعد ذلك ترجمتُ قصصاً لكارلوس فوينتس وألبرتو مورافيا عن الفرنسية...
هل تعتقدُ حَقًّا يا صديقي أنّك سبقَ أن كُنتَ بطَّةً بَرِّية في حيَاةٍ سَابِقَة؟ هل فِعْلاً تُنَقِّبُ في ذاكرتكَ بَلْ حتّى في مسامِّك لِتَجِدَ جوابًا عنْ تساؤُلك هذا؟ ثُمَّ بالله عَليك مِنْ أين جاءتْك هذه الفكرةُ أَصْلًا؟ مِنْ كونكَ، حسبَما تقول، أصبحتَ تَرى بِرَكًا كثيرة في أحلامك وتسمعُ صوت...

هذا الملف

نصوص
120
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى