نصيرة تختوخ

للمرة الثالثة لم تنجح في رسم زنبقة الماء التي تريد، لقد رأت أن الخطأ في الأبعاد لا في الشكل و لا في الألوان هذه المرة. الزنبقة التي رسمتها كانت في نظرها تفتقد للواقعية و الإقناع. تنحت، تأملت اللوحة جيدا وتأكدت من عدم رضاها قبل أن تضع ما بيدها و تستلقي على الأريكة البنية. مالذي يجعلها متمسكة برسم...
كان غصن الورد يتمايل أمام نافذتها و هي تغسل وريقات النعناع لتغرقها في كأس الشاي الساخن. خلف الغُصن بدت البناية الشاهقة بواجهتها الزجاجية و طوابقها الكثيرة. في كل طابق كان سرب من الموظفين يعمل كالنمل حتى آخر اليوم بينما كانت هي تمارس طقوس الصباحات الهادئة. دق جرس الباب و أخذ أصابعها الرفيعة من...
أريد السفر إلى هافانا ، أن أمشي حافية القادمين على رصيف حي شعبي ، أن تدغدغني أشعة الشمس وأن أوقف ،حين أتعب ، سيارة أجرة يمر صاحبها هائما،لامباليا، يأخذني ويحطني أمام مرفأ عريق ينسيني تعبي وينسيه أجرته. أتمنى أن يكون في الجوار صبية يحاولون المشي على أيديهم و القفز عاليا في الهواء وأن يحتضنهم...
بعد أن انتصف الليل و نام أهالي القرية المتعبون خرج يطوف البيوت بيتا بيتا ينثر على الوسادات مزيجا من أحداث اليوم و الأمس وبعض المنى الملونة، كلٌّ حسب عمره و مزاجه وسعة خياله. كان ساعي الأحلام كجاسم صانع الخزف يمارس الطقوس ذاتها لكنه يخرج من الدوران و الانحناء ات شكلا جديدا كل مرة , إلا معها هي...
في ذلك العام قررت أن أكون سعيدة، سعيدة كالطيور وأطوي الماضي كورقة تفقد شكلها الأصلي بإبداع الأوريغامي. الطيور تغرد وترفرف ولاتأبه بالأمس. لاتقول قد أستحيل طريدة أو قد تكسر جناحي العاصفة. في المدينة ،الزاحفة المبتلعة لحدودها كل يوم ، امرأة مثلي مجرد عود كبريت في علبة بجوار علب كثيرة في مخزن لا...
ظل كيوبيد يطاردها بسهامه في المنام دون أن ينال مراده. حين استفاقت وَجَدَتْهُ مسجونا في صورة على غلاف المجلة المرمية عند قدم السرير.ابتسمت و حملت المجلة برفق , وضعتها في الدرج و نظرت إلى الساعة. كل مايفصلها عن إجازتها السنوية أسبوع واحد ، سبعة أيام يتغير بعدها إيقاع الحياة و يعلو لحنها الجميل...
كان وسيما، وسيما جدا،وسيما كفارس يعيش في أحلام النساء الناعمة. بسمته،وقفته، حركاته ،نظراته الجادة اللبقة كانت ترافقه ولاشك باستمرار، لكنني في ذلك اليوم فقط جمعتها وأطرتها وأدخلتها وجداني. للحظات توجست.ما خامرني كثير ومريب.غادرت دنيا المتجر إلى عالم الجنيات وصرت واحدة منهن . حلقت بجناحي الصغيرين...
رجل الثلج في حديقة الجيران بعيد عن الكمال. أنفه جزرة وعيناه زرا قميص، على عنقه شال عتيق أحاول تذكر زمن رؤيته السابق وعلى أي جِيدٍ كان ولاأنجح. أتَصَنَّعُ ابتسامتي لعلها تصطاد شبيهة تطلع من القلب ويخرج من الذاكرة نصف رجل ثلج آخر. ذاك الذي أبدعه عمي صدرا ورأساً وذراعا مثنيا وأضحى فخوراً كجندي...
كان وسيما، وسيما جدا،وسيما كفارس يعيش في أحلام النساء الناعمة. بسمته،وقفته، حركاته ،نظراته الجادة اللبقة كانت ترافقه ولاشك باستمرار, لكنني في ذلك اليوم فقط جمعتها وأطرتها وأدخلتها وجداني. للحظات توجست.ما خامرني كثير ومريب.غادرت دنيا المتجر إلى عالم الجنيات وصرت واحدة منهن . حلقت بجناحي الصغيرين...
غاصت قدما البارونة في الثلج و لم يخجل الأبيض من أن يحط على غطاء رأسها الذي اشتبك فيه دانتيل بصوف أسود. مضت تفحص جذوع الأشجار الصامتة، تمسح هذه وتخدش لحاء تلك في يأس ، تلعق دموعها المالحة ثم تواصل. في الغابة سروة واحدة تحمل سرها والحقيقة. النقش محفوظ في مخيلتها، مرفوق بشدو شحرور وحركة أغصان...
كالبحارة الذين يشتاقون, عاد عاشقا. تركت الكلام لشفتيه البدائيتين واكتفيت بهطول الدهشة. أثناءها دخلت الشمس، نزعت الثياب الثقيلة وتحركت الأريكة الجلدية بقوائمها ووسائدها إلى المرعى، كان الباب مفتوحا وأفسحت المدينة الطريق. أخرج من لهفته صنعة جديدة طلعت على أصابعه وأزهرت، جعلتُ لها أصابعي جسرا وتنقل...

هذا الملف

نصوص
11
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى