ياسين عدنان

هكذا، المفروض هكذا.. عليَّ أن أكون أكثر حزما. أحدد الفضاء العام وأتهالك بعدها فوق أول كرسي. يساورني الآن وأنا ألج هذا المقهى إحساس غامض كالرهبة أو ربما الخجل بسبب الحذاء.. إنما علي أن أكون حازما، فمن يخجل من حذائه ليس رجلا.. ثم لست المسؤول عن التجاعيد التي حفرتها الشمس على الحذاء، ولا عن الطريق...
عزيزتي هدى ما أجمل البصل.. وما أرقه.. ما ألطفه.. وما أقساه أيضا.. هل جربتِ صداقته يوما أم أن الحكاية كلها محض مجازات؟ أنا أعرف البصل ولي معه علاقة وطيدة. في قريتنا الصغيرة التي تقبع مهملة بحضن المحيط الأطلسي اختار أقاربي لأمي أن يلغِّموا الحقول الرملية المجاورة للشاطئ بالبصل. وكنا ونحن في طريقنا...
الفصل الأول من حسن الحظ أن الكُتّاب غير مجبرين على أخذ الموافقة من الشخصيات الحيّة التي يرغبون في الاشتغال عليها وإلا فإن عبدو المسعوف ما كان ليقبل أن تُختزل الأبعاد الغنية لشخصيته الفذّة في قصة قصيرة. حتى ولو طالت هذه القصة لتتجاوز العشر صفحات. لأن المسألة مسألة مبدأ كما يكرر الرفيق عبدو دائما...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى