حسن جبقجي

لا أدري كيف تسللت بين البنايات المدمرة والطائرات الحربية تلاحق جسد ابنتي الصغيرة ... أتوارى بين الأحجار والأشجار المحترقة وأخفيها بين ذراعي .. أتخبط بين الأشلاء المتناثرة ... أصيح بطفلتي أن تغمض عينيها .... وأحدق بين أنقاض المنازل ... أسمع أصوات البراميل كأنها سمفونية متناغمة للقتل تتساقط...
سماء بلا قمر ،أشباح مرئيّة تتجول في المدن .. لاشيء سوى دموع فتاة صغيرة تئن من الجوع .. هل ينحني ذلك الغصن الأخضر أمام الرياح ؟ بالامس ، أمسكت تلك الفتاة قارورة زجاجية وصرخت ..، وأغلقتها وتركتها على الارض .... غربان الجو أغارت على حارتها الجميلة التي لم يبق من الحارة إلا حطامها ... تركت...
في الطريق إلى بائع اليانصيب حلمت أني ربحت الملايين من القبلات ووزعتها على كل أصدقائي وعلى سبيل الخيانة أرسلتها لجارتي التركية... اما الباقي ، احتفظت بها في حسابي ( البنكي الاوربي ) أسترده عند الحاجة.. سعيد كان مثلي ينتظر الباص أن يأتي بموعده ولكنه كان يتأخر في دوامه الرسمي وأغلب الوقت كان...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى