حسين خلف موسى

جاءني ابني لاهثا . قائلا :هناك بائعا للطائرات الورقية في الخارج وأريد واحدة لأطيرها في الهواء. فلبيت طلبه واشتريت له بدل الواحدة ثلاثة . قال لي: هيا يا أبي دعنا نطيرها. ذلك اليوم كان مثاليا لتطير طائرات الورق ،شمس وريح وسماء زرقاء صافية. وقصدنا قطعة ارض واسعة مجاوره . وقفت أراقب الأولاد وهما...
الفجر ينبلج، الشمس بدأت تنشر أشعتها الذهبية من خلف أشجار الزيتون والبرتقال، وصياح الديكة يتعالى من وراء البيوت المترامية في أنحاء القرية، في ذلك الصباح كان موعد تنفيذ أوامر الحاكم العسكري الصهيوني بطرد سامي وخمسة من الأبطال من الأرض المحتلة. وأمام مقر الحاكم العسكري الصهيوني كانت أم سامي وعشرات...
ذات مساء ضاقت بها وحدتها، وقررت أن تقتحم حجرته الصغيرة القابعة بين الشجيرات، كان الباب مقفلا، والناس نيام. راحت تضرب برأسها الجميل الرائع المثقل بالأوجاع والهموم على الزجاج ، وعندما جاء ليفتح الباب، أبت أن تدخل حدقت في وجهه بعتب وحيرة وصرخت صرخة حزينة ،لم يُسمع مثلها من قبل. واستمرت تضرب رأسها...
لم يكن يخطر ببالي يوماً ما أن اقف أمام سريره ارتجف ، يعتصر قلبي حزنا ، وهو امامي ممدداً ضعيفاً منهاراً منهكاً من شدة المرض يلفظ انفاسه الأخيرة ، وأنا تائها ، ومرتبكا .. ابكي تارة، وادعو الله تارة اخرى بأن يخفف عنه سكرات الموت ، وعنّا المصاب ، انظر إلى وجهه الشاحب ، واحاول أن اشبّع مقلتاي بمرآه...
كان جدي يغمض عينيه ويركض في الحقل مسرعاً حاملاً زوادته على خصره وبيده اليمنى جاروف يسوي به الأرض. والحقل واسع يقبع على منحدر جميل ، باكرا عند مطلع كل فجر يحمل إبريق الشاي متجهاً إلى عرزاله. يشعل النار في الأسفل، ويغلي الشاي ببطء ممل. وفي بداية الربيع يشتري خروفا صغيراً يطعمه بنهم كي يكبر يتحسسه...
تراب الأرض ضم أروع أسطورة، سوف يتغنى بها الناس على مر العصور، فكلما تهب الريح وتعصف سوف يستعيد الناس قصة الحجر بعذوبتها وعظمتها وقف الطفل الفلسطيني أمام الريح، بادئ ذي بدء، قلقا محتاراً، حتى تعبت أفكاره، يتأمل الريح التي عصفت بالأزهار، وراحت تقتلعها من جذورها، فخيل إليه أن أحدا سوف يصد العاصفة،...
انتصف اليوم وهو ما زال يسير على غير هدى، يطوف شوارع القرية. .يحملق في الناس .يبحث في وجوههم عن شيء ما .انقضى اليوم أدميت قدماه من كثرة ما مشى . وأصبح مثل عصفور جريح . وفي الليل شاهدوه يتابع السير كالأسير، مهتديا ببعض ضوء النجوم. وفي صباح اليوم التالي ،شاهدوه ملقى على مفترق الطريق المؤدي إلى...
عند السفح الجنوبي من المرتفع القريب من القرية ، عند نبع الماء كانت تنتظره، تقدم نحوها وبدون أن يشعر ، وبكل حنان ولهفة ضمها بين ذراعيه، ثم ألقت رأسها فوق صدره. قال لها: حياتي أنت، يا بقية العمر. بدت على وجهها ابتسامة خجولة رفع رأسها بيديه، رأى عينيها دامعتين وأهدابها ذابلة. همس لها: احبك...

هذا الملف

نصوص
8
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى