عزيز التميمي

لا أدري لماذا تذكَّرتُه ليلة البارحة. كنت مارًّا في الطريق ذاته إلى المقهى. وبعد سهرة طويلة، مفعمة بالارتياح، عدت والظلمة والسكون يستجيبان لوقع خطواتي ولذاك الصدى المنعكس هنا وهناك. ابتسمتُ وأنا أجتاز حاجز الأشجار الكثيفة. همستُ للذاكرة. لا بدَّ للسخرية أن تكون! كنت هنا... توقفت. استدرت نحو...
كل مساء، يجلس عند حافة نهر ديترويت يتأمل الأفق المتواري خلف البنايات الشاهقة في مدينة ويندزور الكندية، يسند ظهره لصخرة ضخمة بركت بتهدّل عند الشاطئ المغطى بعباءة طحلبية ممزّقة. في الهزيع الأخير من الليل يدس خيوط أنظاره المتعبة في رماد النهر المحتفل بالأضواء والنجوم المتصارعة في تدوين مشهد الحضور...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث
أعلى