آنا أخماتوفا

لك المجد، يا ألما لا مفرّ منه ! بالأمس توفّي الملك ذو العينين الرّماديّتين. كان مساء خريفيّا ملتهبا أحمر عاد زوجي و قال في هدوء: "أتعرفين، لقد أعادوه من الصّيد، وجدوا جثّته بجانب شجرة البلّوط العتيقة. إنّي لأرثي لحال الملكة. لقد كان في ريعان الشّباب ! و في غضون ليلة واحدة بات شعرها...
هي ذي هديّتي، ليست زهورا على قبرك، و لا أعواد بخور يحترق. كنت تعيش بمعزل، محافظا على أنفتك المهيبة، حتّى النّهاية. كنت تشرب الخمر، و تروي أطرف النّكت و أنت محبوس خلف جدران تخنق الأنفاس. وحيدا، سمحت للغريبة الرّهيبة بالدّخول، و بقيت معهالوحدكما. ها أنت قد ذهبت، و لم ينبس أحد بكلمة واحدة عن...
كم من الأحجار رُمِيَتْ عليَّ! كثيرة حتى إنِّي ما عدتُ أخافها، كثيرة حتى إنَّ حفرتي أصبحت برجًا متينًا، شاهقًا بين أبراج شاهقة. أشكر الرماة البنَّائين – عساهم يُجنَّبون الهمومَ والأحزان – فمن هنا سوف أرى شروق الشمس قبل سواي، ومن هنا سوف يزداد شعاع الشمس الأخير ألقًا. ومن نوافذ غرفتي كثيرًا ما سوف...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى