محمد النجار

أبحث عن جثتي العالقة في مستنقعات البرك المتخمة بهياكل الكائنات النافقة، أتعثر بمخيلتي فأجدني فاقدًا الوعي، طريحًا لطين لزج، وسرب من زريعة الأسماك تلهوا بين ثقبيّ أذناي كمستقر يغمره الدفىء، غنيّ بطعام من صلصال لصمغ داكن اللون يميل إلى الصفرة، إنذار مفاجئ يباغت موضع السرة تئزّ أزيزًا لسطوة عنق...
ورد علي لسان مولانا الضرير بن الأصمّ الفقيه تخرصًا في دين الله، الذي رافقني إليه صديقي في جلسة الأربعاء بزاوية معبدهم الكائن بصدر كوكب المريخ، أنه بات لزامًا على المرء المنسوب لمعتقداته ارتداء الزي اللائق لما يدين به.. كنت آنذاك ماثلاً للوقوف بين مريديه وأمام عربته الكارو المتسمّر سطحها بقدميه...
أي مجزرة، وأي سيل دماء يتقاطر من لحى رسمتها أنامل ماكرة بزيّ كهنوتي يضاجع الراهبات وهنّ ناعسات بجحر الدير غلبتهنّ خدر مشقة خدمة المتعبدين والزائرين الراجين بركة الرسل والأولياء، علي رصيف المقبلين من زقاق ساحة العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي. تتساقط الأقنعة، الجموع تنزع كبرياءها ويبقى الضعف...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى