سوسن علي

كنت على وشك أن أقذف إحدى القنابل إلى الجهة المقابلة.. عندما علا صوت الرقيب طالباً مني أن أنقل الجثث من نقطة الاشتباكات إلى منطقة أكثر هدوءاً، وكانت مبرراته: أن هذا أفضل. فالجثث تعيق الرفاق أثناء التنقل، وإننا عندما نقرّر الدفن، سنجد كل الجثث في منطقة واحدة.. وتركت كل شيء من يدي، ولم أهتم...
لا أعرف كيف ـ بهذه السهولة ـ وصلت المرآة إلى يدي. كنت أحملق في وجهي وكأني أراه للمرة الأولى، وجه غريب لا يخصني، أو إنني لم أكن أراه وجها على التحديد، بل مجموعة أشياء غريبة مثيرة للدهشة، أشياء كلما أمعنت النظر فيها، كلما زادت غرابتها، زاد تجردها، وأشعر بأنها لا تخصني. وكانت الحملقة والدهشة تنعكس...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث
أعلى