مصطفى الحاج حسين

* نَجِم.. صديقي.. الذي أحبُّهُ والذي لا أنامُ قبلَ أن أطمئنَّ عليهِ أودعَ خنجرَهُ بقلبي وذهبَ برحلةِ استجمامٍ وقالَ لذكرياتِنا: - حاذري أن تتبعيني كما أوصى طَيفي بعدمِ الاقترابِ منهُ وحذَّرَ الخبزَ الذي تقاسمناهُ أن لا يتسبّبَ لهُ بالغصَّةِ ولكي لا يبقي أثراً لي بداخلِهِ أحرقَ الكتبَ التي...
* ضجر القلب.. تأخّرتِ.. والعمرُ مهرةٌ تعدو تأخّرتِ.. وعلى شطآنِكِ أسفُّ السّرابَ أشعلتُ دمي غرّدتُ على النّوافذِ وأنتِ.. لم تعرفي دربي تأخّرتِ.. وأنتِ السّرابُ الذي غمرَ رؤايَ وخرابَ جنوني تسلّقي جذوعَ روحي تدثّري بقلبي والجمي براكينَ الموتِ.* حلب.. عام1984م * في المنفى.. تبكي في وجهِهِ...
* جَمَرَاتُ الجُنُوْنِ.. أمشي على نبضِ اشتياقي أحنُّ إلى دفءِ المساءاتِ وإلى أضواءِ روحِكِ وصخبِ الحنينِ بعينيكِ أسألُ الفراشاتِ عن بعضِ رحيقِكِ والهواءَ النقيَّ عن شطآنِ ابتسامتِكِ حنينُ قلبي يحرقُ المسافاتِ الفاصلةَ وأمشي صوبَ حُلُمٍ كنتُ افتقدتُهُ وَقَدْ زرعْتُ في أرضِهِ فؤادي وبنيتُ على...
* معجم العشاق.. لو تقتلينني دفعةً واحدةً كنتُ سأشكرُكِ وأسامحُكِ بدمي وبكلِّ سنواتِ عذابي وكنتُ سأمتدحُكِ أمامَ العشّاقِ كي لا يذمَّ بِكِ أحدٌ وسأبرِّرُ الأمرَ لكِ أمامَ قصائدي التي تفهمُكِ تماماً وتعرفُ كلَّ شيءٍ عن علاقتِنا التي لم تكن أسامحُكِ بعمري الذي لم أملكْ سواهُ وبدموعي التي ذرفَتْها...
//مقدمة لديوان ((تلابيب الرّجاء)).. للشاعر والأديب السوري .. (مصطفى الحاج حسين). (قراءة من المغرب الأقصى.. لشلال جمال متدفق) بقلم الكاتبة : مجيدة السّباعي. ألف تحية وسلام لهذا الدفق الشعري العذب السلسبيل، لهذه النوتات السحرية، والمعزوفات...
* إنصهار.. ترتعشُ نهودُ النَّسمةِ حينَ يُقبلُ عليها دمي وَتَنكمشُ الآهةُ عن تدفقِها إنْ لامستها ناري وتصيحُ ضحكتُها الراكضةُ لو همست لها أصابعي أموتُ على كسرةٍ من فتنتِها أتسربُ إلى وميضِها ألملمُ الموجَ من إشراقتِها أتنفسُ هديرَ الأنوثةِ وَيَدِي تَتَحَسَّسُ هالةَ قدومِها هي سماءُ شغفي هي فضاءُ...
" قصيدتي مقبرتي " للشاعر : مصطفى الحاج حسين ... * بقلم الأستاذة غزلان شرفي لطالما صادفتني مقولة( الإبداع يولد من رحم المعاناة)، ولطالما استوقفتني آراء المناقشين لها ،بين مؤيد ومعارض، بينما كنت أخذ موقف الحياد من الأمر، مُقنعة نفسي بأن الإبداع رهين بحاجة صاحبه للتعبير، سواء كان سعيدا أو...
* ليلةٌ في وطني.. يحتمي الجدارُ بآهاتي والسّقفُ يتغلغلُ بأنفاسي ويلتصقُ البابُ الموصدُ بظلِّي والنّافذةٌ تدلُفُ إلى قلبي النّسمةُ خائفةٌ والضّوءُ يرتعشُ والمرآةُ تندسُّ بقلقي وكتبي المركونةٌ في الزّاويةِ تسألُني: ما مصيري إن تعرّضتُ للإعتقالِ؟! حتّىٰ أنًّ قلمي كان منكمشاً يقرُضُ آفاقَهُ ذعرٌ...
* قُولِي لِي.. قُولِي لِي.. مَنْ يهتمُّ بكِ غَيري؟! وَمَنْ ينتبهُ لِحُضُورِكِ؟! وَمَنْ يَتَذَكَّرُكِ في الغيابِ؟! ويرسلُ لكِ الشَّمسَ في الصَّباحِ وَيَدِلُّ عليكِ القمرَ عندَ المَساءِ.. ويبعثُ الوردَ لعندِ بابِكِ والعصافيرَ لعندِ نافذَتِكِ ويشعلُ أصابِعَهُ شُموعاً ليضيءَ لكِ الدَّربَ وَمَنْ...
(أخاديدُ الظّلامِ).. # تقديم: - الدكتور المبدع: لحجاب أبو جمال - (أخاديد الظلام) هو عبارة عن مضاف ومضاف إليه بصيغة مجازية: فالأخاديد تكون محفورة على ماهو مادي صلب وملموس مثل الجبال والهضاب.. بفعل مجرى الماء.. لكن أخاديد الشاعر هنا هي أخاديد ظلام وسواد. يمكن تقسيم هذا النص إلى أربع حقول...
* أحافيرُ الصَّدى.. أعمِّرُ فوقَ بسمتٍكِ آفاقي وأزرعُ النَّدى بقصائدِ وميضِها أرشُّ فوقَ الزَّمانِ عطرَ فرحتي وأحفرّ موتي بسحرِ شفتيكِ يتلبَّسُني البرقُ حينَ أهفو تشبُّ بدمي النَّجوى الهائمةُ وتنسابُ من لوعتي حِممُ الشَّوقِ النَّابضةُ بالجنونِ يعلو آهتي الرَّمادُ تمتدُّ العاصفةُ إلى خلايا...
* صَوَارِي الشّتاتِ.. كَانَتْ أَصَابِعُكِ تَشْبُكُ قَلْبِي وَتَهِيْمُ في طُرُقَاتِ الغَرَامِ دَمِي يَحتَضِنُ بَهْجَتَكِ وَرُوْحِي تَتَدَلَّى مِنْ أَنْفَاسِكِ ضُحكَتُكِ كَانَتْ مَلَاذاً لِلْيَاسَمِيْنِ وَكُنْتُ أَعُدُّ خَلايَا شَهْقَتِكِ وَتَغْفُو هَمَسَاتِي في رَيَاحِيْنِ شَعْرِكِ آهٍ كَمْ...
* من يحاكمُ الحاكم؟! على أيِّ جدارٍ أسندُ غربتي؟! والسّحالي تستعمرُ بيتي!! ومِن أيِّ جفافٍ أشربُ؟! والتّماسيحُ تعبثُ بأنهاري!! ياوجعَ الرّوح لمن أشكو موتي؟! ووطني تحوّلَ لمقبرةٍ جماعيّةٍ!! قتلوا فرحةَ السّنابلِ سرقوا ضوءَ الضّحكةِ اغتصبوا إرادةَ السّنديانِ أجبروا الماءَ على التّيبسِ الهواءَ على...
* تمزّق.. مَعَ أيّ قتيلٍ أنتَ؟! إلى أيِّ قاتلٍ تنحازُ؟! هذا قتلَ أخاكَ وذاكَ ذَبحَ ابنَكَ الأوّلُ هَدَّمَ بيتَ أبيكَ والثّاني نسَفَ بيتَكَ والاثنانِ قطعا رزقَكَ وشرَّدا أسرتَكَ في كلِّ اتّجاهاتِ الغربةِ تنافسا على تدميرِ الوطنِ الواحدِ والأجدى كانَ أنْ يتّفقا حملُ السّلاحِ جرِيمةٌ في وجهِ...
* صَفِيـرُ الدَّمعِ.. ... وأراهُ يبعُـدُ عنّي! كنجمٍ يغوصُ في المَـدى يجتازُ المسافةَ ما بينَ غُصَّتي واختناقي وأَحسِبُ أنَّ يديهِ تنفضانِ ما تعلَّقَ بهما من ندائي هو ماءُ دمعتي وضوءُ ذكرياتي هو شفقُ القصيدةِ وسماءُ أنفاسي هو لُحَاءُ نبضي وجمرُ آهتي يمضي في زورقِ الظَّلامِ ولا يلتفتُ لحطامي...

هذا الملف

نصوص
270
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى