مصطفى الحاج حسين

* من يحاكمُ الحاكم؟! على أيِّ جدارٍ أسندُ غربتي؟! والسّحالي تستعمرُ بيتي!! ومِن أيِّ جفافٍ أشربُ؟! والتّماسيحُ تعبثُ بأنهاري!! ياوجعَ الرّوح لمن أشكو موتي؟! ووطني تحوّلَ لمقبرةٍ جماعيّةٍ!! قتلوا فرحةَ السّنابلِ سرقوا ضوءَ الضّحكةِ اغتصبوا إرادةَ السّنديانِ أجبروا الماءَ على التّيبسِ الهواءَ على...
* تمزّق.. مَعَ أيّ قتيلٍ أنتَ؟! إلى أيِّ قاتلٍ تنحازُ؟! هذا قتلَ أخاكَ وذاكَ ذَبحَ ابنَكَ الأوّلُ هَدَّمَ بيتَ أبيكَ والثّاني نسَفَ بيتَكَ والاثنانِ قطعا رزقَكَ وشرَّدا أسرتَكَ في كلِّ اتّجاهاتِ الغربةِ تنافسا على تدميرِ الوطنِ الواحدِ والأجدى كانَ أنْ يتّفقا حملُ السّلاحِ جرِيمةٌ في وجهِ...
* صَفِيـرُ الدَّمعِ.. ... وأراهُ يبعُـدُ عنّي! كنجمٍ يغوصُ في المَـدى يجتازُ المسافةَ ما بينَ غُصَّتي واختناقي وأَحسِبُ أنَّ يديهِ تنفضانِ ما تعلَّقَ بهما من ندائي هو ماءُ دمعتي وضوءُ ذكرياتي هو شفقُ القصيدةِ وسماءُ أنفاسي هو لُحَاءُ نبضي وجمرُ آهتي يمضي في زورقِ الظَّلامِ ولا يلتفتُ لحطامي...
/// قراءة في ديوان: أبجدية القبلات. الشاعر مصطفى الحاج حسين . بعنوان.. ( أبجدية القبلات ) بقلم: الشاعر والناقد نزار أبو رأس أبو ريبال. الكتابة الشعرية، هي إلهام حقيقي .. يأتي بكلمة الحرف والكلمة والوزن.. ويصهرهم في بوتقة الإبداع الذي يخلق الحالة الشعورية ، والهالة النفسية...
* نَفَقُ المتاهاتِ.. تُدثِّرُني مخاوفي قلقي يعارِكُ نومي هواجسي تشعلُ أعصابي والحنينُ يمخُرُ دمي أفكِّرُ.. أتمنَّى.. أحلُمُ لكنَّ الليل يُدخِلُني إلى نفقِ المتاهاتِ أرى بلادي تتربَّعُ على تلالِ الدَّمِ هربتْ منها جُدرانُ منازلِها وسقوفِها توغّلت بالحفر أبوابها فتحت صدرها للخرابِ نوافذُها تشتَّتْ...
* شاسعةُ الحضورِ.. تعبتُ من دمي فعلى أيّ وريدٍ أسند قلبي؟ تعبتُ من قامتي فعلى أيّ رصيفٍ أكملُ سقوطي؟ أعبُّ شواطئَ الطّفولةِ من وجهِكِ أرهقني التّأمّلُ شاسعةَ الحضورِ وغرورُكِ واسعٌ تضيقينَ عليّ.. وفيكِ أنا لا أتّسعُ فأيُّ حنينٍ تقتلينَ بوصولِـكِ؟! وهزائمي تغطُّنِي مِنَ الولادةِ حتّى الأفولِ...
السّحابُ ينهشُ ترابَ الحنينِ والسّماءُ تستعصي على صرختي أفقٌ محدودبُ الهواءِ وضوءٌ يتعثّرُ بعميانِ الابتسامِ سرابٌ في خضمِّ البحرِ وأشجارٌ تستجيرُ بالصّواعقِ الرّيحُ تقشّرُ يباسَها والقصيدةُ تغدرُ بأحرفِها الينابيعُ تبتلعُ الجبالَ وتطفو على سطحِ الجفافِ والحيتانُ تعاركُ الجياعَ على لقمةِ الحلمِ...
// مقدمة: مرحىٰ للعقّاد الثاني.. بقلم: محمد بن يوسف كرزون (كاتب وروائي سوري) عرفتُ الأديب والشاعر مصطفى الحاج حسين أديباً مشاغباً في رواقات مدينة حلب الثقافية المتعدّدة، يكتب قصّة قصيرة مدهشة، مذهلة، تفاجئ القارئ بواقعيّتها الشديدة وبصراحتها المفرطة، وتجعل الكتّاب الآخرين...
* بطلُ الغبارِ.. نتوارثُ المستبدَّ إثرَ المستبدِّ وعلى حناجرِنا ينهضُ ويغدقُ من دمِنا على السّماء ما تفيضُ به أقبيّةُ صّمتِنا أرواحُنا مزاريبٌ لانتصاراتِه يعلّقُ الجبال على قاماتِنا يزرعُ المقابر على جدرانِ آهاتِنا والعدمُ هو مرتبةُ شرفٍ لآمالِنا يصبُّ دّماراً في عروقِنا يطوّقُ بصيرتَنا بالعماءِ...
مقدمة الأديبةوالشاعرة: نجاح إبراهيم. شاعر يشفّ ندى.. هل أقولُ الحقيقة؟ وأعترفُ أنني أدمنتُ قمحَ قصائدِ الشاعر” مصطفى الحاج حسين” كما يدمنُ الجائعُ المهووس بخبزِ البلاد! من أوّل قصيدةٍ له، أعلنتُ قسمي، ألا يبرحني صدقُ إحساسه، ولا نبلُ عواطفه، ولا ألمه العميق، ولا قلبه...
* جسدُ النّدى.. جسدّ الندى عطشي يَسيلُ له لعابُ قلبي وأشرعةُ روحي تُحتقَنُ تجمحُ إليه أمواجُ دمي تتنهّدُ أصابعُ رَغبتي تفورُ عظامُ دهشتي تلتهبُ أغصانُ الهمسةِ تجنُّ شهَقاتُ البوحِ وتصطفقُ شهوةُ الدّمعِ وله السّحابُ يهذي والبراكينُ تتقافزُ والوردُ يزأر بالعطورِ الدّروبُ تخنعُ حين تلمسُها قدماه...
(مقدمة).. الأديبة والشاعرة والناقدة : نجاح إبراهيم . مثلُ تراتيل موشاة بالسّذاب المقدّس ، تبدو قصائد ديوان” قبل أن يستفيقَ الضوء” للشاعر ” مصطفى الحاج حسين” إذ تنبلجُ من أسمى المطالع : العشق والجرح. فالشاعرُ يرشحُ عشقاً ظهر له كليلة القدر، ليختزلَ ما جبّ من أعمار قبله راحت...
* أضغاثُ الحرقةِ.. يتطلَّعُ إليَّ اللَّهبُ يتشمَّمُ رغباتي يرى دمعتي زاخرةً بالحنينِ وتضُجُّ بالحسرةِ الجامحةِ وفي دمي يتعالى صهيلُ الرِّياحِ في نبضي تتراكضُ الحِممُ وتُطلُّ منْ أنفاسيَ بوارجُ الشَّهوةِ وأشرعةُ النَّشوةِ النَّازفةِ تحترقُ الدُّروبُ المنبثقةُ منِّي ويتجمَّدُ الرَّعدُ...
* شواطئ المطر.. أطوّحُ بأثقالِ روحي أرميها لفكِّ الرّيح وأخلعُ على دمعتي ثيابَ الزّهرةِ وتاجَ السَّكينةِ وأبحثُ عن دربٍ يرفرفُ بالأماني لن أسمحَ للحبِّ بالانتحار وسأحميهِ من غدرٍ يترصدُ بهِ الشَّمسُ تضيءُ طريقَ الحياةِ لتمتدَّ أغصانُ الغناء أمجِّدُ البسمةَ إن تفتحت على شفاهِ الندى...
* السّيرورة.. عاليةٌ هيَ الشهقةُ تلامسُ موقدَ الهمسِ وتطالُ أجنحةَ الإغماءِ فيها يتفتّحُ أفقُ الأشرعةِ ويصطفقُ المَدى بالوميضِِ تنثالُ في رحابِها الأغنياتُ ويتجمَّدُ الصّمتُ على أعتابِها يتناهى إلى أقمارِها الظُلُماتُ وتفيض بالحنين الشّرسِ مزدانةً بالهواجسِ الضّازيةِ هيَ سعيرُ المسافاتِ ما بينَ...

هذا الملف

نصوص
258
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى