زكريا تامر

أحرق أبو حيان التوحيدي كل كلماته المكتوبة على الورق، ورمق رمادها بتشف متنهدًا بارتياح. وأحسّ بالجوع، ولم يجد في بيته ما يصلح لأن يأكله، فمسح فمه بظهر يده، وحمد الله. ووقف أمام المرآة، فلم يعجب بما رأى، وتحوّل خروفًا تحوّل هرّا تحوّل ذئبًا تحوّل طائرًا أخضر الريش، وخرج من النافذة المفتوحة، وطار...
الإهــــداء إلى روح والدي الطاهرة.... .... تغمده الله فسيح جناته. *** المحتويات الصفحة * الإهداء 3 * المحتويات 5 - المقدمة 9 - مقدمة الباحثة 13 * الفصل الأول - التمهيد لمحة موجزة عن واقع القصة القصيرة 17 - حياته ورؤيته الفكرية 21 أ- مفهومه السياسي 25 ب- المواطنة 35 جـ-...
المقدّمة: يتجلّى القبيح – في قصص زكريّا تامر – في مجالات متعدّدة، وهي على تعدّدها تغني تجربته الإبداعية، التي تحرص على تقديم ما هو إشكالي ومفارق، في مستويي الشّكل والمضمون. وإذ يتوضّح القبيح الإشكالي مع الأنموذج السّلطوي أكثر من غيره، فإنّ البحث يسعى إلى الكشف عن براعة القاصّ في...
كان رجلاً كغيره من الرجال، له بيت وزوجة وطفل وعمل، ولكنه في احدى الليالي أصيب فجأة بالشعر ومن دون تمهيد أو مقدمات، فظن الأطباء أنه مجرد زكام أو حساسية من شيء مجهول، ولم تكن أدويتهم بمجدية، فتحول من مواطن الى شاعر، وابتدأ يكتب الشعر في الليل والنهار يكتب الشعر وهو يتشاجر مع زوجته حول ما تضعه على...
1- الاعتقال الاشجار الخضراء في الشارع كفت عن الغناء لحظة تحلق عدد من رجال الشرطة المتجهمي الوجوه حول رجل يمشي على الرصيف سيفا هرما، رمحا متعبا، آن له أن يخلد الى الراحة بعد انتصاره في آلاف المعارك، وابتدره واحد منهم قائلا له بلهجة فظة: »أعطنا هويتك«. فتقبل الرجل لهجة الشرطي باستنكار، وأوشك أن...
دخل شرطي بدين إلى المقبرة، ومشي بضع خطا مترددة بين الأضرحة البيض، ثم وقف حائراً لحظة، صاح بعدها بصوت ممطوط: »عمر الخيام«. لم يجب أحد، فأخرج من جيبه منديلاً أبيض وسخاً، وتمخط في طياته ثم كوره وأعاده إلى جيبه، وصاح بصوت حانق: »عمر الخيام.. عمر الخيام.. أنت مطلوب للمحاكمة«. فلم يجب أحد، فغادر...
صاح كافور الإخشيدي بأعوانه: (قبل ثلاثة أيام دخل البلاد رجل غريب اسمه المتنبي، وآمركم بإحضاره إلي فورًا حيا أو ميتًا). وكان المتنبي آنئذٍ يمشي في شوارع القاهرة، وئيد الخطى، متنقلاً من شارعٍ إلى شارع، وكل شارع يبدو لعينيه عالمًا جديدًا سحريا قادرًا على أن يهب بهجة تحول الرمل عشبًا أخضر. وبلغت...
بلغ الجنين من العمر تسعة أشهر، وحان وقت خروجه من بطن أمه إلى العالم كي يظفر باسم وحارة ومدينة ووطن وأهل وأصدقاء، ولكنه لم يصدر عنه ما ينم عن عزمه على مغادرة بطن أمه الذي يقيم به، فقالت له أمه متسائلة بغيظ وسخرية: "إلى متى ستبقى في بطني؟ هل تنتظر حتى تصبح رجلاً ذا شاربين؟ ينبغي لك أن تشفق علي فقد...
لم تكن ميساء الحمصية جميلة الجمال المعروف الشائع، فهي تمتلك عينين كبيرتين رماديتين ما إن تنظرا إلى الرجال حتى يشعر الرجال أنهم أحياء وجياد تصهل متأهبة للفوز في أي سباق، فلا تبالي بهم إذ كانت تهتم بعملها أكثر من اهتمامها بالرجال، فهي معلمة في مدرسة ابتدائية، مخلصة لمهنتها، ومحبة لتلميذاتها...
جرت في المقهى مباراة صاخبة في لعبة الكونكان بين معروف السماع ورشيد القليل، كثر مشاهدوها وتطايرت في أجوائها التعليقات الحماسية الساخرة المتحدية، وانتهت بهزيمة رشيد، فتباهى معروف بانتصاره، ونصح خصمه بلهجة ممازحة بمواصلة التدرب ليل نهار قبل اللعب مع أساتذة مثله. فاغتاظ رشيد، ومزق أوراق اللعب، وقذف...
زكريا تامر كان أحد الملوك مطيعاً لأبيه الذي ورث عنه المُلْك، وعمل بنصائحه التي تحضه على ألا يكتفي بقتل خصومه بل يقتل أيضاً أسرهم وأقاربهم وجيرانهم وأصدقاءهم ومعارفهم، فتكاثرت القبور في البلاد، ولكنها ظلت أقل عدداً من جثث المطرودين من الحياة تنفيذاً لأوامر ملكية صارمة. وكان الملك ذا قلب رقيق،...
زكريا تامر تابع أبو الطيب المتنبي باهتمام أنباء ما يجري في العالم، وسارع إلى التخلص من لحيته الطويلة المشعثة التي كان يعتز بها، ونبذ كل ما له علاقة بالشعر معلناً استقالته من مهنة الشعر استقالة غير قابلة للعودة عنها، فطوقته تواً الشائعات الزاعمة أنه هرب من ميادين الشعر خوفاً من الشعر الحديث...
كان حميد الحفيان رجلاً فقيراً، كثير الشكوى من البطالة، يحدّث الناس أحياناً عن أصدقائه الجان وقوتهم وقدراتهم الخارقة، فيقولون له سـاخرين : إذا كان كلامك صحيحاً ، فلماذا لا تطلب العون منهم؟ وفي أحد الأيّام، تسلل حميد الحفيان إلى اجتماع مخصص لأهمّ الرجال في حارتنا، وهددهم بأنّه لن يمنع أصدقاءه...
دخل إلى غرفة الطبيب ثلاثة رجال وممرضة، فرحبّ الطبيب بالرجال، ورجاهم الجلوس مشيراً إلى المقاعد القريبة من الطاولة التي كان يجلس وراءها، وطلب إلى الممرضة أن تحضر لهم القهوة، فبادرت إلى الخروج من الغرفة بخطى مسرعة . قال الطبيب للرجال الثلاثة : أرجو ألاّ تعتبروا هذه الجلسة جلسة طبيب مع مرضاه بل...
ما إن دخل الرئيس الأميركي الجديد البيت الأبيض بواشنطن وتسلم منصبه الخطير حتى طلب الإطلاع على التقارير الدقيقة التي أعدها مستشاروه وخبراؤه حول حكام العالم وأحوالهم، وتعجب عندما اكتشف أن أبرع الحكام في الحفاظ على مناصبهم هم حكام من البلدان العربية، فرأى أنه من الحكمة والتعقل طلب النصح منهم لتثبيت...

هذا الملف

نصوص
45
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى