إبراهيم كولان

(1) هل تكفي كلمة جهالة لوصف رجل بليد وزوجة عجفاء ، أم ليست هنالك مفردة في اللغة تفي لوصف أمثال هؤلاء ! إنهم خارج مفردات الوصف ، خارج حدود اللغة والتاريخ ، يعيشان هذه الحياة بتفاهاتهم بلا مبالاة ، بلا إحساس ، بلا شعور ، بلا أي مبرر للحياة ، يثرثران طوال الوقت بحماقات يسمو عليها إنسان العصر الحجري...
تناثرت طفولته بين عجزه عن تفسير بواكير الأمور وأسرار دموع أمه التي كانت عاجزة عن أن تروي روحه الظمأى وراء نظراته المستفزة, كلما يتذكر كلامها عن الشيخ يتذكر نثار دموعها وتتكاثر الغاز الحياة حوله, يتوسل إلى طفولته الغضة أن تجيبه عن تساؤلاته المزمنة لكن بلا جدوى, أفي الدنيا أسرار عصية على الفهم؟...
كان لداروين في طفولته صديقة حميمة, لكن لسوء حظه وحظ البشرية انفصلا عن بعضيهما, لسبب بسيط هو أنه في أحد الأيام, حين عيرها بشعرها المجعد, عيرته بقدميه الهزيلتين ويديه الطويلتين0 فأصبح كلما يتذكر هذه الحادثة تنتابه حالة من الألم واليأس, ويعتصر لها قلبه, خصوصا حين انتقلت هذه الصفة على لسان أقرانه...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى