حميد العقابي

بالأمسِ كانوا يقتربون واليومَ صاروا وهماً هل أخطأتْ زرقاء اليمامة *** أمسِ جاءتْ قبل ذلك جاءتْ مئاتِ المرات اليوم أسألُ : كيفَ تأتي *** حينما غادرتْني قامتْ الجدرانُ والأبوابُ تتبعها وحدي في العراء *** زهرةٌ حمراء أسمعُ رائحتها يقول الأعمى *** عصفور ميت دفنته في هايكو فرحت طفلتي ***...
1 ما كانَ ثمّةَ من قطارٍ أنتَ مذ عشرين عاماً، واقفاً مازلتَ تنتظرُ القطارْ العشبُ غطّى سكّةً حرفتْ مسارَ رحيلها ومحطةٌ أخرى أقيمتْ في المدينةِ ربما تشتاقُ للأطلالِ ــ مثل قصيدةِ الأسلافِ ــ أو… ما عادَ يغريكَ الرحيلُ سوى الرحيلِ إلى المدى المجهولِ وحدكَ… واقفاً متوجساً متلذذاً بالصمتِ أو...
والطريق ممتد ، متعرج على طول امتداده، واشياء كثيرة تسقط منى وأنا اتطلع من نافذة السيارة: قلمى ورسم لم يكتمل ، كتاب منزوع الغلاف ،وصورة فتاتى وهى تبتسم لى ، والسائق يندفع بالسيارة دون ان ينتبه لوعورة الطريق ، نداء متحشرج يخرج بصعوبة ، اتطلع الى الوجوه التى تبدو مطمئنة لكل مايجرى حولها . بجانبى...
استيقظتُ قتيلاً. تلمستُ جرحي، كان لايزال نازفاً على الرغم من أن دهراً قد مرّ على موتي. حملتُ سكيناً لا أدري كيف حصلتُ عليها وهرعتُ إلى الشارعِ باحثاً في الوجوه عن قاتلي. كان كلّ شيء يبدو في الوهلة الأولى هادئاً، غير أن نُذُراً بالشرّ تلوح في الفضاء، الذي امتلأ عفونةً وزنخاً، وكلما توغلتُ في...
تركَ الدفّةَ إلى أحد أبنائه، وجاء يترنحُ بزهوِ القائدِ المنتصر ليعلنَ أمامنا البشرى، عودة الحمامةِ وهي تحملُ غصنَ زيتون. ارتفعتْ زغاريدُ النساء ورقصَ الرجال فرحاً بالنجاة، مهنئين بعضهم البعض، مبالغين بكيل الثناء على القبطان وحكمته. اشرأبتِ الأعناقُ نحو الآفاق القصية تبحث عن اليابسة، وقد بدأت...
في قفّةٍ صغيرة وسط دجلة الهادئ، واقفٌ أدخنُ عقْبَ سيجارةٍ وأتأملُ غروبَ الشمس بعد أن رميتُ شِباكي. كنتُ أشعرُ بمرارةٍ، فأنا لا تؤلمني الخسارةُ بقدر ما يؤلمني جهلي في قواعد لعبة الحظ. فجأةً اهتزتْ شباكي. لم تكُ ثقيلةً، لكن لابد أن شيئاً قد علق فيها. سحبتها ببطءٍ وحذر لئلا يفلتَ العالقُ كما في...
عدتُ إلى سريري ورحتُ أقرأ قي (أخبار النساء)، وأرحلُ في البياض والسواد بغفواتٍ سريعة تختزلُ الماضي بكابوسٍ خانق، أو حلم سريع يتسربُ من بين أصابع الوقت. فتحتُ عيني فوجدتُ إستا تجلسُ عند حافة السرير، تنظر إليّ بفضول كأنها تنتظر مني أن أبوحَ لها بما أفكرُ فيه الآن أو بما مرّ بي في غفوتي. وحينما لم...
نوافذُ مضاءةٌ على طول خط الأفق، الساعةُ الثالثةُ فجراً، نوافذُ مُسدلةُ الستائر وأنا منتعظٌ، بناتُ آوى يحفرنَ رأسي كمثـقـبٍ كهربائي "بناتِ آوى ما الذي تردنهُ مني؟" يقولُ سعدي يوسف، ها أنا أستيقظُ من موتي، تعالي، انظري إليه سترينَ النبضَ بأمَّ فخذيكِ، نافذةٌ مضاءةٌ، مراهقةٌ تمارسُ العادة السرية،...

هذا الملف

نصوص
8
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى