عبد الجبار الحمدي

كصياد هرم.. بت لا أرى ابعد من فوهة بندقيتي الصدئة وتلك المطرقة فيها التي لا يمكنها الحركة، حتى وإن ضغطت على زناد الاطلاق، بعد أن تيبس مفصلها الوحيد، أما مقدمة الرأس أظنها تآكلت من تقلبات اجواء.. أما أنا فمفاصلي قد سافت نتيجة ضياع أحلام.. أو حقيقة اقول لا أدري لماذا؟؟؟ حالي كبقية من سافت طموحاتهم...
كان هناك غرابيب سود... تلك هي الأيام والليالي التي تنقضي لا تنجلي، مذ كان الغزو ملئت بشظايا النكسة، هُزمت أحلامي، مستقبلي، طموحاتي، حياتي، ما كان كابوسا حتى أستفيق منه بصفعة، بل كانت الصفعة على وجهي هي الكابوس الذي اراه في كل لحظة دون ان يسمح لي بالإستيقاظ كي أهرب منه الى حيث لا أدري.. عتمة لا...
أستسيغها وحلا... قصة قصيرة دون الدخول في تفاصيل مللت تكرار ذكرها، إنها حياتي أفعل ما يناسبني وكفى، أما العادات، التقاليد، الأعراف، الدين، الحلال والحرام، أيقنت بلاشك أنها ذرائع تستخدم عند اللزوم للضرورة عند تبرير الموبقات، عركت الحياة بشتى وجوهها، خبرت وَحلَها مستنقعاتها كفرض واجب,اني أطارد...
يسكنه الصقيع، يكاد يقرم اصابعه الصغيرة تلك التي يخرجها من كفوف جوراب قديم، فقد والديه في حادثة لا يتذكر كيف حصلت؟ تلقفته بعض أيدي الرحمة حيث تبنوه، بات صبيا طلبوا منه أن يكسب لقمته التي يأكلها معهم، إمرأة هرمة ورجل عجوز كسيح هما من سَكبا كأس الرحمة عندما وجداه على جانب من الطريق وقد غطته الثلوج...
على حين غرة حط العشرات من طائر الفلامنكو على تلك البقعة الصغيرة التي يحيط بها الماء من كل جانب بعد أن أنهكتها الهجرة، على غير عادة الطيور لم يسبق لها ان وطئت مثل هذا المكان، لعل بوصلة الزمن قد أدارت خط سيرها كما فعلت به وقد شاركته البراغيث والبق مسيرة حياته، كونه كان بحكم البيئة والفقر معارضا...
خاَلهُ الناس مجنونا، عندما يأتي في كل صباح وهو يحمل شبه صندوق خشبي، فجأة يتوقف أمام الجدار العريض الذي أكلته الأملاح وبول المارة والكلاب السائبة، رائحته لا يمكن مجابهتها، لكن يبدو انه قد اكتسب المناعة دون أن يعلم، ضاع وجه الجدار إلا من رسم صورة شبحية المعالم تلك التي يجلس قبالتها، يضع ساق على...
لست معتادة فقد ابتلعت الحزن سواد حتى بات جلدي، تقريع وتجريح لا لشيء سوى أني أرملة نزق الموت زوجها فستباح حياته موعده دون تأخير، الغريب في الأمر أنه كان زوجا على ورق فبعد عودته من جبهة القتال في اجازة لمدة ثلاث أيام كانت الأسرع في إعتصار الزمن ليكون خاطبا وزوجا بعدها إلتحق حيث مكانه، عرفته وديعا...
من على أنقاض نفسه، يحملها الى الخروج مثل ما اعتاد أن يفعل، كيس قديم كان قد إخطاطة عدة مرات برقع فوق رقع حتى ثقل همه غير عابئا بكل رقعة قديمة ملونة كانت أم سوداء تضاف إليه... لا يجد من يشكو حاله سوى صاحبه الذي يشبهه في كل شيء، يزيح ستارة تاه شكلها ولونها عن سقف من بقايا حطام أخشاب و ورق صحف اخبار...
لم تكن تلك المرة الأولى التي يصر رتاج على رفض طلب وسام بأن يأتيه بفتيات ليل الى وكر الملذات، وقف أمامه وهو يقبض أصابعه مكونا قبضة لكمة يروم توجيهها الى وجه وسام، غير ان حزمة من الكلاب المحيطة وجلساء لذة ومنكر اوقفت تقدمه، فبالكاد علق قائلا: عذا يا سيد وسام لست ممن يخبرون تلك المسالك الداعرة ولا...
خرج يتجول وحيدا بين تلال وهضاب رمال صفراء , كانت قد اكتسبت لونها من ضياء شمس حارقة ألهبت جسدها شواء في عراء , يتخبط بأجنحته جيئة وذهابا , عابثا بنقلها هنا وهناك بتبختر يعكس قوة وجبروت , ألفت هي تلك الحركات حتى باتت لديها عادة عدم الانتماء لبيئة أو أهل وعشير , نعم تقول لبعضها حين تمسي ويسكن الريح...
كنت امرأة وحيدة، أعيش بين جدران اربع لم اعرف خبايا العشق، لم أخبر أسرار متاهاته التي عرفت ممن غارن بين تلاطمات امواجه، لم ادخن العشق مرة، لكني علمت انه يمكن او يودي بمن يدمنه هوسا نحو الموت او الجنون، عزفت طويلا عن لا اخوض في ركوب عاتي امواجه، لزمت الصمت فَرُحت أرسم كيف ستكون حكايتي مع من احب،...

هذا الملف

نصوص
41
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى