أنور عبدالعزيز

بدأ أنور عبد العزيز النشر اول مرة في الصحيفة الموصلية (فتى العراق) حيث نشر اول قصة قصيرة له فيها بعنوان(شروق) في 7نيسان 1958,تبعها بقصة ثانية في ذات الصحيفة تحت عنوان (ورن جرس التلفون) في 19 مايس من نفس العام . خلال تلك الفترة كانت الصحف الاساسية في بغداد تشجع الشباب والشيوخ على نشر القصص...
وكان صباحاً بعد صباحات حلمية حاشدة, خلت أنني ألملم فيه ما تناثر من أحلام ومرموزات لم تحط بها حتى فرشاة دالي السيريالية ووهج تفسيرات فرويد بمخيلته المشتعلة الكاشفة لأعمق أسرار النوم ودلالاته وإشاراته لما يبرق في التقاط أبعد الرموز المختفية في اعماق العقل والروح.. لكشفها وتعريتها وفضح ما حاولت أن...
ما كان واعيا ومنتبها عندما تسلقت قدماه وبرفّة طائر منفلت من شبكة صياد، الدرجة العالية للحافلة العتيقة محشورا فيها – وكما في كل مرة – وهدفه دائما ذلك الحيّ الجديد الذي يقع خارج المدينة بمسافة قريبة.. عندما اغلق باب الشاحنة المتخلخل لم يجد وجه سائقها.. تاه عنه وجه مساعده.. وما رأى وجوها مألوفة...
هي هي تلك الإحتفالات الباهتة الشاحبة المكرورة حتى لو كانت لتخليد قصّة حب وتلاحين فيروز وجنون حياة .. حفلات طعام باذخ شهي كثير كثير يرمى للكلاب بنظرات حائرة مستفهمة لطفل جائع يشهق بفرح لقيمات بعد جوع كافر لئيم .. حفلات زواج وتمثيل نجاحات حب .. حفلات سياسية مترفة مغرورة حتى بأكاذيبها وتلفيقاتها ...
مصباح خافت يكاد ضوؤه أن يكون محدوداً بدائرة محدودة ضيقة من منضدة دائرية وكومة أوراق وريشات كتابة ومحبرة .. رجل هادي صامت وقور بملامح كئيبة وشعر كثيف يغطي رقبته بنظرات ساهمة قلقة تتأمل بتوتر بياض الورق والحبر .. تضجّ في عقله وروحه وضميره تلاوين ألحان ونغمات سابقة هدرت بها وانفعلت أصابع ونفخات...
أسمى أنطوان بافلوفيتش تشيخوف.. وأنا عندكم وفي كتبكم تشيخوف أو تشيكوف أو جيكوف، وأهل بلدي ينادونني جخوفا.. ولدت سنة 1860 وأنتهيت في 1904، لم أنته في كتبكم وعيونكم وحنان محبتكم.. أنتم تعيشون وقد تجاوزتم القرن العشرين، وأنا ما زلت أليفاً بينكم ليس فقط في قصصي بل مع مسرحياتي التي أنتشت بلغتكم...
قدر كبير لم يبق منه السخام ولو ملمح ذكرى لبياض قديم .. حبات من باميا عارية طافية بلا لحم .. باحة دائرية مطوقة مخنوقة بفنادق بائسة شاحبة، زبائنها مخلوقات شائهة من قرى جبلية بعيدة ومن بيوت طينية وصحارى رمل وخيمات شعر ومن دروب رطبة معتمة لمستنقعات موبوءة، ومن خدم وصبيان محال التجار والدكاكين...
كل ذلك الكلام الكثير الهاديء في نغماته وسكونه وقناعاته المشوب حيناً بتوترات مؤذية وبوجع مرّ حزين ما أقنعت نجم بقرار العودة .. فهموا ذلك رغم انه لم يفه بكلمة واحدة مريحة ... عرفوا ذلك من غمامة سوداء اجتاحت ملامح وجهه المتصلب فتأكد للجميع ولأخيه عزّت ان ذلك الوجه وبالعينين الكابيتين قد حسم رفض...
هي هي تلك الإحتفالات الباهتة الشاحبة المكرورة حتى لو كانت لتخليد قصّة حب وتلاحين فيروز وجنون حياة .. حفلات طعام باذخ شهي كثير كثير يرمى للكلاب بنظرات حائرة مستفهمة لطفل جائع يشهق بفرح لقيمات بعد جوع كافر لئيم .. حفلات زواج وتمثيل نجاحات حب .. حفلات سياسية مترفة مغرورة حتى بأكاذيبها وتلفيقاتها ...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث
أعلى