عبدالله البردُّوني

يــا رفـاقي.. إن أحـزنت أغـنياتي فـالـمـآسي.. حـيـاتكم وحـيـاتي إن هـمـت أحـرفـي دمــاً فـلأني يـمـني الـمـداد... قـلبي دواتـي أمـضـغ الـقـات كـي أبـيت حـزيناً والقوافي تهمي أسى غير قاتي أنـا أعـطي مـا تمنحون احتراقي فــالــمـرارات بـــذركــم ونــبـاتـي غـير أنـي ومدية الموت عطشي فـي وريـدي...
أخي، صحونا كله مأتم وإغفاؤنا ألمٌ أبكم فهل تلد النور أحلامنا كما يلد الزهرة البرعم؟ وهل تنبت الكرم ودياننا ويخضر في كرمنا الموسم؟ وهل يلتقي الري والظامئو ن، ويعتنق الكاس والمبسم؟ لنا موعد نحن نسعى إليه ويعتاقنا جرحنا المؤلم فنمشي على دمنا والطريق يضيُعنا والدجى معتم فمنا على كل شبر نجيعٌ تقبله...
بودِّي أن أفرَّ الآن منِّي وأدخلَ نزوةً في رأس جنّي وأسبح فوق ومضٍ لا يُسمّى ولا يلقى الملقِّب والمكنّي يحنُّ إلى مطافٍ غير طافٍ ويُومي: يا نجوم إليه حِنّي فأُوغل في صميم الومض أخفى كنسغ الأرض عن زمني وعنّي * * * وكالبذر الدفين أنثُّ وجدي لوجدي لا أنوح ولا أُغنّي بكل قرارةٍ أنسَلُّ دفقاً...
إلى من أسير؟ أهاض المسير قواي وأدمى جناحي الكسير وكيف المسير ودربي طويلٌ طويل وجهدي قصيرٌ قصير؟! فكنت كفرخ أضاع الجناح وتدعوه أشواقه أن يطير ولي أمنياتٌ كزهر القبور يموت ويرعشه الزمهرير أجر خطاي فأخشى العثار وتجتاحني رغبه كالسعير فحيناً أهب كطفل لعوبٍ وحيناً أدب كشيخ حسير وآونةً أرتمي في...
1- مقدمة: ليس ما أكتبه هنا بحثاً أو قراءة نقدية، بل مقاربات تسترجع أبعاداً من واقع مازال حياً ونابضاً في الذاكرة والوجدان لما يزيد عن خمسين عاماً من صداقتي لشاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني، منذ أول لقاء جمعني به في صيف 1957م حتى رحيله إلى عالم الخلود في صيف 1999م. وبدايةً أود تأكيدَ حقيقة أنه...
يا حياتي ويا حياتي إلى كم أحتسي من يديك صاباً وعلقم وإلى كم أموت فيك وأحيا أين مني القضا الأخير المحتم أسلميني إلى الممات فإني أجد الموت منك أحنى وأرحم وإذا العيش كان ذلاً وتعذيباً فإن الممات أنجى وأعصم *** ما حياتي إلا طريق من الأشواك أمشي بها على الجرح والدم وكأني أدوس قلبي على النار وأمضي...
عنّت وولّت كهذا الوقت أوقاتُ جاءت كأسيادها، ماتت كما ماتوا كانت لهم، مثلما كانوا لها فمضت كما مضوا، لا هنا أضحت، ولاباتوا فكيف أغربَ هذا الوقت مات وما ولّى؟ وأسياده ماتوا ومافاتوا في كل قصرٍ لعينيه وأعينهم يموج عرسٌ وأعيادٌ وعاداتُ * * * لا الموت يمحو، لكي يرقى النقيض ولا لأي حيٍّ مِن التمويت...
كـــلُّ مـــا عـنـدنا يـزيـدُ ضـيـاعا والــذي نـرتـجيهُ يـنـأى امـتـناعا نـتـشـهَّى غـــداً، يــزيـدُ ابـتـعـاداً نُرجع الأمس .. لا يطيقُ ارتجاعا بـيـن يـومٍ مـضى ويـومٍ سـيأتي نـــزرع الــرِّيـح نـبْـتَـنيها قِــلاعـا والـــذي ســـوف نـبْـتَـنيه يُـولِّـي هــاربـاً … والــذي بـنَـينَا تـداعـى...
يا وجهها في الشاطىء الثاني أسرجتُ للإبحار أحزاني أشرعتَ يا أمواجُ أوردتي وأتيتُ وحدي فوقَ أشجاني ولِمَ أتيتُ؟ أتيتُ ملتمساً فرحي وأشعاري وإنساني من أينَ؟ لا أرجوكِ لا تسلي تدرينَ … وجهُ الريحِ عنواني لو كانَ لي من أينَ قبلَ هنا قدَّرتُ أنَّ التِّيهَ أنساني من أينَ ثانيةٌ وثالثةٌ أضنيتُ بحثَ...
بَـنَاتُ (عِـيسَى) و(ابْـنَةُ الـمَغرِبيْ) لَــبِـسـنَ ألـــوَانَ الـرَّبـيـعِ الـصَّـبـيْ رَجَـعـنَ بَـعـدَ (الـنَّـقشِ) مِـن بَـابِنَا يَـركُـضْنَ، يَـضـحَكْنَ، بـلا مُـوْجِبِ ومَـوْكَـبَت.(بلقِيسُ) مِــن صِـنـفِهَا عَـشـرًا، و قَــادَت رِحـلـةَ الـمَوْكِبِ ورُحـــنَ مِــن سُــوقٍ إلــى...
هٰهـــنــا عــنــدي غــريـبـات الــعــوادي عـنـدك الإنـصـات والـهـجس الـرمـادي كـيـف أروي يــا صـديـقي؟ هــل تــرى أنـنـي أزجــي إلــى الـمـوتى كـسـادي؟ هــاهـنـا مــســراك يــلـغـي وحــشـتـي وصــدى نـجواك، يَـغلي فـي اعـتقادي مِــــن هــنــا أشــتــف مـــاذا تـنـتـوي؟ أســــأل الــقـبـر...
لأنهم من دمهم أبحروا كالصبح، من توريدهم أسفروا تكسروا ذات خريف هنا والآن من أشلائهم أزهروا وقبل إعلان الشذى، حدقوا وعن سداد الرؤية استبصروا تجمروا في ذكريات الحصى ومن حنين التربة اخضوضروا *** هناك رفوا... هٰـهُنا أعشبوا هل تضجر الأمواج كي يضجروا؟ من كل شبر أبرقوا، أشرقوا كيف التقى الميلاد...
غَيْرَ رأسي ... اعطني رأسَ «جَمَلْ» غـيرَ قـلبي ... اعـطني قلبَ «حَمَلْ» رُدَّنـي ما شئتَ ... «ثوراً»، «نعجةً» كــــيْ أُسَــمـيّـكَ ... يـمـانـيّـاً بَــطَــلْ كــــي أُسَــمّـيـكَ شــريـفـاً ... أو أرى فــيـكَ مــشـروعَ شــريـفٍ مُـحـتَمَلْ سَــقَـطَ الـمـكـياجُ، لا جـــدوى بـــأنْ...
تسلياتي كموجعاتي ، وزادي = مثل جوعي ، وهجعتي كسهادي وكؤوسي مريرة مثل صحوي = واجتماعي بإخوتي كانفرادي والصداقات كالعداوت تؤذي = فسواء من تصطفي أو تعادي إن داري كغربتي في المنافي = واحتراقي كذكريات رمادي يا بلادي ! التي يقولون عنها : = منك ناري ولي دخانُ اتّقادي ذاك حظّي لأن أمي...
يا حزانى …يا جميع الطيبين = هذه الأخبار … من دار اليقين قرّروا الليلة … أن يتّجروا = بالعشايا الصفر … بالصبح الحزين فافتحوا أبوابكم ، واختزنوا = من شعاع الشمس ، ما يكفي سنين وقّعوا مشروع تقنين الهوى = بالبطاقات ، لكلّ العاشقين ما ألفتم مثلهم أن تعشقوا = خدر الدفء ، لكم عشق ثمين...

هذا الملف

نصوص
29
آخر تحديث
أعلى