عروة المقداد

ترتطم الكتّلة السوداء في جبهتي. ترتجُّ التلافيف الهشّة، ينفجر السائل الأبيض سابحاً بين الجمجمة وجلدة الرأس. الأقدام السوداء تركض. أشمّها. ما زلت قادراً على تمييزها مُغمض العينين. ثقل الشرايين المتخثرة، الزفت المحروق في أكعابها، العرق المتكدّس في المسامات كجرارٍ من الخل، الأنفاس الثقيلة كروثٍ...
عروة المقداد أصابني الأرق وأنا أنتظر في الطابور الطويل الذي ينتهي بعنصر أمن يدقق في جوازات السفر. المطارات تشبه الحظائر الكبيرة، والوجوه التي تطالعك في تلك القاعات تحمل ملامح لا تعني أي شيء، بل تبدو وكأنّها منتزعة انتزاعاً من أماكن انتمائها الأصلية حيث جاءت. أماكن تمنح وجوه حامليها عادة صفة...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى