جابر السلامي

اختفى فرانز كافكا من المكتبة. لم أجد له أثرا يذكر بين رفوف الكتب في رواق الأدب العالمي. آخر ما أذكر كان وجه الكاتب الذي لا يوحي بأيّ تعبير لأوّل وهلة على غلاف روايته “المسخ” بجانب حشرة كبيرة، كان ذلك الأسبوع المنقضي. ما شدّني إلى التعرّف على عالم الرّوائي الغامض هو ملامحه المرتبكة. ملامحه التي،...
لم أشأ الخروج؛ فهذا المكان يناسبني تمامًا، بل هو أفضل مكانٍ يليق بهواجسي. لا يهمّ إن كان مظلمًا أو مضيئًا؛ فأنا مرتاحٌ هنا، رأسي خفيفٌ، والأفق يمتدّ أمامي كخيالٍ مشرق. ألمسُ الفراغَ فيهرب، وينتشر في الأرجاء. فراغٌ لطيفٌ، كفكرةٍ سهلة، يناور ويعود مجدّدًا في شكله الأبهى. يتّخذ ألوانًا مبهجةً...
...وقد تبيّن لي، بعد تأمّل وتفكير، أنّ للسُّحُب هيئةَ الحلوى الهلاميّة. بيْد أنّني رسمتُ لها في عقلي صورًا أخرى أكثرَ غرابة: كإوزّةٍ حلوةِ المذاق، أو كوساداتٍ بيضاءَ تطير وتنثر السكَّرَ على البسيطة. كنتُ أقتفي أثرَ السُّحب كلّما وجدتُني بين سماءٍ وأرض، لا سقفَ يحجب عنّي رؤيتَها ولا استكناهَ...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى