محمد الصالح الغريسي

هبّت الرّيح على جلد إفريقا الأسمر، حطّ "كيكوتو" بسرعة الذّباب على مجاري الدّماء في السّهوب. كانت الجثث منتشرة في الجنّة. وحده الدّود عقيد الجيف يصرخ: ' لا تبذّر أيّ إشفاق على هؤلاء الموتى المعزولين! ' الإحصائيّات تبرّر، و العلماء يستغلّون أبرز معالم السّياسة الاستعماريّة. ماذا عن الطّفل الأبيض...
رغم كونه أطول غروب مرّ علينا عند انحداره المباشر، فهو لم يكن يصنع سوى أقواس شتويّة، لم يكن ليمرّ وقت طويل حتّى قبعنا في الظّلام، و تحوّل ضوؤنا إلى رماد... فليس سوى جرار صخريّة داكنة قد دفن بها رماد لأموات، شذرات متفرّقة من هذا المنزل العظيم، حيث فراشات الضّوء الشّبيهة بالفتيات، تختلط بغبار...
امنحوا الآخرين السّعادة، ماذا عساكم تفعلون لو ملك الحزن قلوبكم؟ جفّفوا دموعكم، كي تمسحوا دموع الآخرين. ليس ثمة في هذا العالم الطيّب، ما يكفي من النّعوش، تحملها نفوس عليها من الثّياب ما هو أحلك من السّواد، نفوس أذهلتها العزلة، و شرّدها نصف الجنون، تقيم الحداد على موتاها، - آمال ميّتة، أفراح ميتة،...
لقد ماتت أرواح الشّعراء و رحلوا، فأيّ فردوس عرفتموه، أفضل من حانة عروس البحر، حقلا سعيدا كان أو كهفا عتيقا؟ هل شربتم خمرة أجود من خمر "الكناري "، خمر مضيّفي، ؟ أم أنّ فاكهة الجنّة أحلى من تلك الفطائر الشّهيّة، و من لحم الغزال؟ يا له من طعام طيّب ! كان في هندامه، كأنّه "روبن هود " المقدام ،...
أعتقد أنّ الحبّ، هو الآن أصمّ أكثر منه أعمى؛ وإلاّ فكيف لها أن تتجاهلني، وهي الّتي أعشقها كثيرا، و ترمي بحبّي خلف ظهرها. واثق أنا، أنّ خطابي لها كان لطيفا، وكلّ تقرّب كان يلاقي عقابا على الخطوات بالغة الرقّة، شأن من هو الأصغر سنّا، والّذي يجلس في ظلّ شجرة "أبولو" 'أوه'، لكن ما أدركه من مخاوف...
لا، لا تذهب إلى "ليثي"، ولا تعرّج على عشبة "خانق الذّئب"، ذات الجذور القويّة، لنبيذها السامّ؛ ولا تكن شاحب الجبين فيقبّلَه نبات "عنب الثّعلب"، عنب الإلهة "بروزرباين"، ولا تصنع مسبحتك من توت " الطقسوس"، ولا تترك الخنفساء، ولا عثّة الموت، تكون نفسك الحزينة، ولا البومة النّاعمة، شريكا لك في أسرار...
1 لا تذرفي الدّمع! أوه، لا تذرفي الدّمع! ففي سنة أخرى سوف يتفتّح الزّهر. كفاك بكاء! أوه.. كفاك بكاء! فالبراعم الفتيّة تنام في لبّ الجذور البيضاء. كفكفي دموعك! أوه.. كفكفي دموعك لأنّي في الجنّة، تعلّمت كيف أخفّف بالألحان صدري، -- فلا تذرفي الدّمع. وارفعي بصرك عاليا! عاليا! بين الزّهور اليانعة...
آه، ما الّذي يزعجك، أيّها المخلوق البائس، يا من تتسكّع وحيدا في شحوب، لقد ذبل نبات البرديّ من البحيرةـ فما من طيور تغنّي. آه، ما الّذي يمكن أن يزعجك، أيّها المخلوق البائس، وأنت ضعيف يرثى لحالك؟ صومعة السّنجاب مليئة بالحبوب، والحصاد قد تمّ. إنّي أرى على جبينك زنبقة، تعاني من الرّطوبة وحمّى الندى،...
إلى "سو-كين" من "راكويو"، الصّديق القديم، مستشار الجنرال. أذكر الآن أنّك بنيت لي حانة متميّزة، على الجانب الجنوبيّ للجسر بـــ" تين-شين". وقد بذلنا الذّهب الأصفر والجواهر البيضاء، في سبيل الأغاني والمرح، كنا الشّهر تلو الشّهر، في حالة سكر، ناسين الملوك والأمراء. ثمّة أناس أذكياء قادهم البحر...
يا مدينتي الحبيبة، يا مدينتي البيضاءـ آه يا هيفاء، اسمعي، اسمعيني، وسأنفث الرّوح فيك. برهافة على لسان المزمار، أصغي إليّ! الآن علمت أنّني مجنون، فهنا بالتّأكيد، يوجد مليون شخص مكفهرّة وجوههم من حركة المرور؛ ليست هذه بالعذراء، ولا أنا أستطيع العزف على مزماري، لو كان لي مزمار. يا مدينتي، يا أيّتها...
يا سيّدة لها مشية الأغنياء، وملكة لها حضن الرّبيع، ذراعاك الطّويلتان كأغصان من رماد، أنهار لنصف ضحكة محطّمة، روح لمطر قد لا يهطل، نفس لزهرة خشخاش، كلّ الغاب لك منزل صيفيّ، وكلّ التّلال سكن لك. لن أحلم بهذا بعد الآن، دافئ وقع ذراعك، دافئة نفحات أنفاسك، ها هي ذي شفتاك تلتقيان بشفتيّ، تلثمان خدّي...
تَعََاليْ حبيبة قلبي نغادرْ تعالي نهاجرْ إلى كوكب في المدى تعالي نجهّزْ لنا الفلك من كلّ زوج ونعبرْ إلى كوكب في الكواكب آخرْ فذي الأرض ضاقت بنا مذ ْترامتْ لتشمل من كلّ نذل وفاجرْ نفوس تردّت بأقصى حضيض وكلّ بما فيه من موبقات يفاخرْ و كلّ يحمّع للشرّ مالا وكلّ بِعِنْدٍ لديه يكابرْ وكلّ بعزّ...
هذا القارب من خشب "الشاتو"، وحوافّه العليا من خشب "الماغنوليا"، الموسيقيّون أصحاب المزامير المرصّعة بالحجارة الكريمة، وأصحاب الغلايين الذّهبيّة، يملؤون الجوانب كلّها في طوابير، ونبيذنا وافر يترع ألف كأس. أخذنا معنا فتيات مغنّيات، وانساب بنا القارب مع ماء النّهر الجاري، أمّا "سينين" فهي تحتاج إلى...
هذا القارب من خشب "الشاتو"، وحوافّه العليا من خشب "الماغنوليا"، الموسيقيّون أصحاب المزامير المرصّعة بالحجارة الكريمة، وأصحاب الغلايين الذّهبيّة، يملؤون الجوانب كلّها في طوابير، ونبيذنا وافر يترع ألف كأس. أخذنا معنا فتيات مغنّيات، وانساب بنا القارب مع ماء النّهر الجاري، أمّا "سينين" فهي تحتاج إلى...
1 ردّا على أحدهم بعد بضع سنوات، كنتَ ترتدي نفس الملابس اللائقة تماما، لم تكن تجد أيّ متعة على الإطلاق في انتصاراتي، كنت بنفس مظهرك المتشامخ القديم الممزوج بخوف غريب؛ وقد أكون أنا نفسي قد استمتعت بذلك. وقد أردتك يا صديقي "بوريان"، أن تكون خالدا أنت أيضا. 2 وردّا على آخر، نقول لك وداعا أنت أيضا...

هذا الملف

نصوص
45
آخر تحديث
أعلى