أحمد الحقيل

نظر الممثل إلى الكاميرا وهو يمسك المسدس بيده ، وضعه داخل فمه مستعدا متوثبا ، ينتفض خوفا ويتداعى رعبا ، الجميع ينتظر إطلاق الرصاصة الوهمية داخل فمه .. يزحف الإبهام على جلد الزناد المبطن ببطئ ، ينظر إلى الكاميرا من جديد ، يضغطه بقوة وشراسة .. ما حدث لم يكن متوقعا ؛ إذ انفجرت جمجمته إلى أشلاء...
لقد حلم بهذا منذ زمن طويل ، ولكنه كان خائفا من ركوب الطائرة ، خائفا من كل شيء . تشبث بالكرسي بكلتا يديه ، ارتعاشة طفيفة تسري في جسده ، نظرته البلهاء البريئة تبدلت بأخرى يملؤها القلق . فجأة تذكر والديه ، الشامة السوداء في صدغ والده والخصلة الشقراء في شعر والدته ، تذكر بيته الكبير الذي ورثه منهما...
هل تذكر بيتنا في حارة اليرموك ، يكويه حر الصيف ، ويذوب في برد الشتاء ؟! كم كان يضج بأحلام الطفولة .. أتذكر الحارة ، ورفاق الأمس ، وربيع الأنس .. ورحيق الليل في رواحات المساء ؟! ما الذي حدث لنا يا صالح .. أخبرني ما الذي حدث ؟! إنني أفتقد لذة النعيم منذ زمن ، أحلم بكثير من الأشياء ، وأفيق على أخرى...
1 عزيزي حسن .. أنا وجهك . أعتذر عن الرحيل بهذه الطريقة .. مهما كانت الخلافات بيننا، فلا يجدر أن نطأ في فوضاها قدسية ذكرياتنا القديمة . سأكون صريحا معك: أنا لست سعيدا .. لست سعيدا منذ زمن . لا أعلم لماذا .. أهزّ نفسي الآن بشيء من الحسرة، تعلو فمي تكشيرة يأس، وفي عيناي تنطفئ نظرة جامحة .. صدقني،...
كان بطل قصتي، لنقل فاروق مثلا، يسير في الشارع المؤدي إلى، لنقل لاشيء، حيث أنه كان يتجول. ولأنني لا أعلم جيدا ما الذي من المفترض أن يحدث، ففاروق أيضا لا يعلم. الهواء ناعم، ولكنه ممرِض أيضا، تلك الرهافة الشفافة التي تُشعرك أن الواقع ليس واقعا، وأن قشرة نحيفة توشك أن تتفتت لتخرج منها إلى افتراض...
كنت في الحادية عشر، وكان نهائي كأس العالم الذي حققه مارادونا عام ٨٦ لم يمضي عليه يومان أو ثلاثة. أتذكر هذا لأن هند شاهدت المباراة معنا، وقالت إنها تشجع ألمانيا رغم الهزيمة. كانت في الواحدة والعشرين من عمرها، طويلة وجميلة، أطول وأجمل من أختيها، سعاد وريم. الأولى في الثامنة عشرة من عمرها، الثانية...
حدث هذا حينما كنت صحفيا وكنت أريد أن أكون مثل نورمان مَـيْلر. ركنت السيارة في مكان ما في حارة الملك فهد بالرياض، لن أقول أين بالضبط لئلا يعرف أحدٌ مكان المنزل. العصر في منتصفه، ولذا الشمس أخذت بالميلان وبدأ شعاعها يسيح على واجهات المباني وعلى أشجار الكافور. كان هنالك كافور كثير في تلك الحارة،...
سأحاول أن أكون حياديا، ولكن من الصعب أن تبقى حياديا في مثل هذه المواضيع. وعموما هي قصة لا تصلح لكشتات بر في الربيع، أو تلك التي تقولها لتسلّي بها أطفالا. إنها قصة غير مريحة، ولكنها حقيقية وهي انعكاس لوقاحة هذا العالم بشكل عام، ولذا يجب أن تقال. اليوم فقط، علمت أن محلا لبيع الهدايا سوف يفتتح في...
أول من أرسل رسالة بعد الموت كان فلاحا من بابل الكلدانية، أثناء إمبراطورية بختنصر العظيمة، أمضى حياته وهو يقوم بأمرين اثنين فقط: يُسبح حالماً باسم المولى الأعظم مردوخ، ويغرس الشجر. يُطلق على كل واحدة منهن اسما خاصا، يؤكد أن كل ميت يُدفن تخرج شجرة بدلا منه في مكان آخر، هي طريقة الأرض في تقديم...
“إنهم يعملون الآن بجرأة غير مسبوقة في الأزمنة القديمة. في الوقت الحاضر لم يعد هناك قانون فيزيائي واحد جدير بالثقة المطلقة، فكل وأي حقيقة فيزيائية قد تكون موضع خلاف. غالبا ما يبدو كما لو أن زمن الفوضى يقترب ثانية من الفيزياء النظرية” الفيزيائي الألماني ماكس بلانك، في عام 1910 البروفيسور جورج...
إنه رجل شبه مجهول تقريبا، يرد ذكره بأسماء مختلفة لا مرجعية لها عدا مرجعيتها الجغرافية، إذ تتفق المرويات على أنه ابن زنا لم يُعرف له أب، وأنه قاطع طريق في جبال ألبرز على امتداد خراسان وفارس، حارب مع وضد الغزنويين والسلاجقة والخاقانيين والبويهيين في آن واحد. تتشابك سيرته التي يشترك في روايتها أكثر...

هذا الملف

نصوص
11
آخر تحديث
أعلى