محمد الراشدي

(1) حين أوشكت الشمس أن تدلق ضوء النهار في عتمة غرفته كان يجلس في فراشه مغضن الوجه بآثار النعاس ، يغالب ثقل جفنيه ، ونظره عالق فوق زجاج النافذة المقابلة له ، يحاول أن يستبين على الضوء الحيي رذاذ الندى العالق فوق زجاج النافذة ، وكلما تمطى في عينيه النعاس رفع رأسه يمعن النظر ويأنس انشراحا يعبر...
(( لا تنهكي )) .. وانحدرت دمعة إشفاق تبلل بها وجهها الذابل كرغيف محترق .. نكست رأسها بانكسار وخجل .. بظاهر كفها مسحت دمعتها ومخاطا لزجا ينساب أسفل أنفها .. العجوز التي تقتعد الطرف المقابل من السرير الخشبي عند أقدام الرضيعة ترمقها بنظرات ازدراء ممعنة في القسوة .. تشيح بوجهها المجعد بأخاديد...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى