هدى فهد المعجل

حينما رضعت سحابة ظننت كل السحب أمهات لي !! فامتطيت ظهر إحداهن ، وتوسدت حضن الأخرى ، ولثمت صدر أكثرهن امتلاء .. ونمت لم تكن خمس رضعات مشبعات .. !! بل كانت خمساً وخمسين. أمي تقول أنها مئة رضعة مشبعة بدليل نهر اللبن الممتد من فمي حتى السرة. أمضيت حولين كاملين أعب من ضفة النهر فوق السرة عن...
جاء بي إلى هنا عنوة ، فرضخت للأمر الواقع ، ولم أجادل ..!! ثم ما فائدة الجدال مع ديكتاتورٍ مثله ، لا يقيم للأنثى وزناً ؟؟!! حينما اقتادوني إليه ، كنت على مشارف العشرين ، وبدا لي كهلٌ متصابٍ ، يمتطي الجينـز الضيق ، ويعاقر الديسكو بصفاقة مقززة .. على مضضٍ مني تقبلته ، وأمضيت معه ليالٍ ألوك المرّ...
اعترض دربي .. فسلكت دربا شائكاً .. متعرجاً لأصبح بمنأى عن تلصص عينيه الجاحظتين .. وبطش يديه المرتجفتين .. العاريتين إلا من قفازين تمزقا عن مخالب معقوفة للأسفل .. تكسّر بعضها. وتشبث بالحياة بعضها الآخر..! وقدماي تواصلان الركض فِراراً منه أحسست بإجهاد فلجأت إلى شجرة وارفة الظلال قريبة مني .. خلعت...
كل ليلة تلج فيها غرفة نومها؛ تتجرد من ملابسها الخفيفة.... تقع على فراشها الرطب، تستل الغطاء البارد، تسقطه على جسدها... تدس جسدها من أعلى رأسها حتى أطراف قدميها تحت الغطاء، تلفه حولها بإحكام.. وتتخيل نفسها في القبر لتنسى الحياة ووجعها.. فيذكرها آلام القولون العصبي أنها مازالت تتنفس الحياة بقلبها...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث
أعلى