حوا بطواش

كنتُ أتمشّى على شاطئ البحر الذي ما زال محبّبًا على قلبي رغم فراقِ السّنين، فراقٍ دام عشر سنواتٍ، كنتُ أخطّط خلالها لمستقبلي في مكانٍ بعيد، حتى ضاع مني كلُّ شيء. توقّف الزّمان في عينيّ، ولم يتوفّق قلبي عن مناجاته، وعدتُ… ولم يعُد شيءٌ كما كان من قبل. كان البحرُ هادئ الموجِ في الصّباح الباكر،...
فتحتُ عينيّ ونظرتُ الى الساعة التي أمامي على الحائط. السادسة وأربعون دقيقة! لم يبقَ على وصول الباص أكثر من عشر دقائق! ياه... تأخّرتُ كثيرا! هببتُ من فراشي وركضتُ الى الحمام. ثم عدتُ الى الغرفة واندفعتُ للبس ثيابي. نظرتُ الى يميني فرأيتُ أنها ما زالت نائمة، مستريحة. المسكينة. منذ البارحة وهي...
جدي كان إنسانا هادئا، لا يتكلّم أبدا لمجرد الكلام. وجهه كان يشعّ بابتسامة عذبة ، وملامحه تنم عن هدوئه الداخلي النادر. أحيانا، كنت أراه في أزقة القرية، حين كنتُ ألعبُ مع صديقاتي، بمعطفه الكحلي الغامق وقبعته الشركسية السوداء، يمرّ بقربنا. لم يكن يقول لي شيئا، ولكن ابتسامته الواسعة كانت تقول لي كل...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى