سميرة عزام

1- الساعة لما تبلغ الرابعة صباحاً بعد، استيقظت قبل الموعد بعشرين دقيقة. لماذا لا أقول إنني لم أذق طعم النوم ليلتئذ ؟ تجربة العمل التي تنتظرني في الغد مثيرة ، وقفت طويلاً قبل أن أنام أمام البذلتين اللتين أملكهما .. كان عليّ أن أختار واحدة.. آثرت الرمادية فقالت لي أمي " لقد لبستها حين قابلت...
قال مترددًا والكلمات تجرح حلقه المتيبس: «اعطني هويتك، انظر فيها قليلاً واعيدها». وبدا على جاره انه لم يفهم فعاد يقول مادًا يده بشيء من نقاد الصبر: «اقصد بطاقتك، بطاقة الهوية». وتحت عصبية اليد الممدودة اخرج الآخر محفظة متأكِّلة واخرج البطاقة ودفع بها اليه وقبل ان يخطو بها متجاوزًا العتبة مرق...
ودّ حين ناوله إبراهيم غليونه محشواً بالتبغ لينفّس به عن ألمه لو يدعه يتصرّف كطفل فيبكي.. إنه يشعر بالدموع تنبجس وتغرق عينيه، فيدير رأسه ويمسحها خفية بطرف كمه، ويروح يداري ألمه الخجول بأن يمدّ رأسه من فوق المتاريس، ثم يلتفت لرفاقه فيجد في سكوتهم تفجّعاً يدفع الدمع إلى عينيه ثانية، ويرى في كل شيء...
لاشكَّ أنَّ أسفنا لفقد سجادة صغيرة تضيع من بيتنا كان كبيراً، ولكن أسف أبي، بصورة خاصة كان أكبر، فهي قِطعة السجاد الوحيدة التي اشتراها. ولعل مبعث أسفه لم يكن فقدان شئٍ اشتراه، ودفع فيه مبلغاً من النقود، فقد خيل إلينا أن السجادة بضياعها قد فوتت عليه أن يجد مناسبةً طبيعيةً يتحدث فيها إلى زائرينا،...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث
أعلى