لقمان ديركي

يفوتُ الأوان على ما كنتُ أنتظر تفوت نومي الأحلام يفوتُ الأوان فاتني حنان لمستُكِ وغنِمتُ بالأسى تطولُ في كفي مصافحتكِ الأخيرة وفي عينيّ صورتكِ الأخيرة وفي روحي صدى سعادتكِ الأخيرة تفوتُ دمعتي كفّكِ فتسقط أرضاً ولا تفوتها الأقدام ويفوتُ فمي الكلام تفوتُ العصافير قمحي المنثور وتفوتين تلويحتي...
دخل أبو سعاد العراقي وهو شاعر بالضرورة إلى مطعم اللاتيرنا ولكن بصحبة امرأة هذه المرة , و لم يلتفت أبو سعاد لا يميناًَ و لا شمالا كي لا يضطر إلى الجلوس مع أحد بصحبة صيده النادر , إلا أن التفاتة لا إرادية بدرت منه إلى الطرف الأيمن سببت وقوف عشرين شاعراً من مختلف الجنسيات الشرق أوسطية احتراماً لأبي...
دخلنا كتلة واحدة مكوَّنة من عدة شعراء شباب، وهطل أبو الخير العامل الصباحي على تقديم الإكسبريسو بفناجيننا علينا، وسألنا إذا ما كنا أدباء، واطلَّع شيئاً فشيئاً على دراستنا الجامعية، فصارت كلمة دكتور تسبق اسم بسام حسين طالب الطب وكذلك محمد فؤاد، وللحقيقة فقد كان محمد فؤاد دكتوراً عند أبي الخير قبل...
والحال تغير، فالغليون أضحى في يد محمد أبو معتوق بتنباك وطني بعد أن حرره من هيئة وليد إخلاصي البرجوازية، وكل هذا حدث بعد أن كتب أبو معتوق روايته الجميلة الممتعة (شجرة الكلام) ونشرها رياض نجيب الريس في لندن أواخر الثمانينات أو في بداية التسعينات، ففي ذلك الوقت انقلب الحال، وذهب الاتحاد السوفييتي...
سنهاجر من البلاد أيتها الأنظمة الجميلة سنأخذ أطفالنا وآبائنا وأمهاتنا بعيداً عن مسقط الرأس ولن نشعر بالحنين إلى شيء سننسى رائحة ترابنا وبيوتنا سننسى الشوارع التي كنا نتسكع فيها سننسى قصص حبنا وصداقاتنا سننسى الصفعات والاعتقالات الغريبة سننسى الأغاني والقصائد ونمضي سننسى نظراتكم الوقحة إلى نسائنا...
أعرف مقهى القصر في حلب منذ طفولتي، فلقد كان قريباً من شركة والدي للأدوية، حيث كنتُ موجوداً معظم أوقات حياتي أراقب البزنس الدوائي، وكنتُ معجباً بشخصية صديق والدي رمزي، الذي كان يملك معملاً للأدوية، وكنا وكيله الحصري، كان يجلس في مقهى بسيط اسمه القصر، وعلى بساطته وأسعاره الشعبية وموقعه الاستراتيجي...
بعد أن نجحت إلى الصف العاشر بدأ هاجس بزوغ ذقني ينتابني، فهي لم تبزغ حتى الآن في حين كان زملائي يتفننون بحلاقة ذقونهم، وكنت منذ طفولتي أحسد الابن الأصغر لصديق والدي لأنه كان يلبس شورتاً يبرز الشعر الكثيف في سيقانه وأنا بلا شعر في سيقاني.. وكنت معقداً من ساقي الرفيعتين النحيلتين، لذلك كنت أرتدي...
إنتظار ما زلت أنتظرك لا أفعل الكثير لأنني أعرف بأنك ستأتين وتعطيني كل شيء ما زلت كما تركتني غبياً وأنانياً فقط بدلت البيت والأصدقاء العابرين بقي القدامى منهم ولكن الطاولة صغرت والكؤوس قلت والأحاديث انعدمت ما زلت أنتظرك ساهماً، حالماً في الجلسات والأحاديث الموجهة إليّ تؤخر لقاءنا ما زلت...
1 هذه المرة استأجر ملحقاً في حي (أبو رمانة) الراقي، ولو أنه عموماً لم يكن يخرج عن دائرة مركز دمشق، فمن حي الشعلان إلى الطلياني، ومن شارع العابد إلى الجسر الأبيض، كانت مملكة هردبشت تئن تحت وطأة وجوده اليومي أو غيابه المفاجئ. كنا نأخذ ركناً لنا، مطلاً على الشارع في المقهى البرازيلي في فندق الشام،...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى