محمد عبد الله الهادي

يالها من بُلـغة !!.. تلك " البُلـغة " التي جعلتْ غضب " وصيفي " يتصاعد ويصل لحافة الانفـجار ، الحافة التي توقف عندها عن السـير، مواجهاً " مصيلحي " ـ الجار والصديق ـ بعينـين تقذفان الشـرر ، وصوته المتهدِّج بالإهانة والمذلَّة يطرح سؤاله الاستنكاري : ـ " جرى إيه يا مصيلحي ؟ " . لم يكن بالطبع...
تدفقتْ في شراييني موجاتٌ من الهلع، حين أبصرتُ عينيه المسكونتين بالرعب، ووجهه المغمور بنافورة من دم، وجسمه المغطَّى بمساحة واسعة من الشحوب.. كان يتلمس طريقه بين أشجار البرتقال وقد أنهكه الإعياء.. يقتلع قدميه من لجَّة الرمل بصعوبة بالغة، ففاجأته بالوقوف أمامه، وبادرته بالسؤال: - "عصفور!.. ابن...
" في البدء كانت النكتة ، وفى النهاية ربما أيضاً تكون ، والنكتة أنها ليست نكتة ، لكنها واقعة حدثت لأهل النكتة ، صنّاعها المهرة ورواتها العتاة ". " يوسف إدريس في قصة " أكان لا بد يا "لي لي" أن تضيئي النور ؟". طبعاً نكتة يا شيخ "عبد العال" . نكتة جعلتْ حي "الباطنية " ، حي الكيف والفرفشة والمرح ،...
نظرتُ ، بريبة التـائه ، اللوحة الزرقاء المعلقة بأول الشارع ، مرَّتْ عيناي ببطء علي الحروف البيضاء المتشابكة عليها ، لأتأكد أن قدميَّ لم تخطئا الطريق إليه ، إنه نفس الشارع القديم ، " شارع الشاكوشي " الذي كانت قدماي الطفلتان تدبان علي أرضه منذ سنوات بعيدة ، لقد تغـيَّر كما تغـيَّر كل شيء ، لم يعـد...
الطائرُ الأبيض الصغير ، استيقظ من نومه مفزعاً ، علي صوت طلقات الرصاص ، تطلع خائفاً من باب عشِّه ، نهض وخطا بساقين مرتعشتين ، وقف علي فرع الشجرة العجوز العالية ، نظر حواليه فرأى الأعشاش الممزقة والمتساقطة ، تطلع تحت ساقيه فرأى جنـوداً غرباء ، كانوا يتحدثون بلغة غريبة لم تألفها مسامعه ، بنادقهم...
( وكنت أخاله دوماً كخفير غير نظامي للقرية، خفير : سلاح قلمه وقلمه سلاحه ، تدب قدماه ـ ليل.. نهار ـ أرض الحارات والباحات والدور والمصاطب والغيطان والأسواق والموالد، فيكتب بعشق نادر ـ يقرب لحد الهوس ـ عن الناس والأرض. إنه " عبد الحكيم قاسم "، الذي بدا لي أحياناً كقروي ساذج ، حسن الظن بالقادرين علي...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث
أعلى