محمد محيي الدين مينو

كالعنكبوت كان يتدلى من سقف الغرفة!‏ دخلت أمه في ذلك المساء الأسود غرفته، وألقت كعادتها نظرة على سريره، فراعتها وسادته التي تناثرت أحشاؤها في أرجاء الغرفة، واصطبغت بلون الدم، وكأن جريمة ارتكبت هنا الليلة. كتمت صرخاتها المتدفقة، وتمالكت أعصابها، وحين همت بالخروج من الباب لاحظت أن صورته المعلقة...
قبل أن يُلحد إبراهيم الدّرويش رفع رأسه قليلاً ، وأمعن في وجوه الرّجال الّذين حملوه إلى المقبرة توّاً ، فلمح بينهم س . فرزات رجل المبـاحث الّذي ما زال يتستر وراء وظيفة ( مختار الحارة ) ، وهو يهيل عليه التّراب بيديه المرتجفتين الدّاميتين ، ويبكي بكاءً مرّاً ، أدمى قلوب هؤلاء الرّجال ، فراحوا...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى