أيسر رضوان

تذكر كتب التاريخ أن يوحنا المعمدان وُلد سنة 5 ق.م. وتقول التقاليد أنه ولد في قرية عين كارم المتصلة بأورشليم من الجنوب، ولسنا نعلم إلا القليل عن حداثته. ونراه في رجولته ناسكًا زاهدًا، ساعيًا لإخضاع نفسه والسيطرة عليها بالصوم والتذلل، حاذيًا حذو إيليا النبي في ارتداء عباءة من وبر الإبل، شادًا على...
لفهم التجربة الشعرية والتعرف على مفهومي الكشف والمعاني المرجأة يتطلب البحث فيهما معمقا لشكل القصيدة ومضمونها، وصولا إلى القصيدة المثقفة المحملة بالأفكار والمضامين المبهمة حينا والغامضة أحيانا، فالقصيدة تحمل مفاتيحها في داخلها وصولا إلى ذات الشاعر الكاشفة. ويأتي الكشف من قدرة المتلقي على استكناه...
خسوفٌ نحاسيُّ الفكرةِ يُقمِّطُ عين اللّيل الساهرة وسماءٌ تشتهي نزع ثيابها على مقربةٍ من فراش الفجر قمرٌ كبريتيٌّ ومساءٌ مغفلٌ وبقايا أرقٍ كابوسيِّ المذاق وصمتٌ زجاجيٌّ يتكاثرُ في الفضاء شبحي في جسد الشوارعِ يلهو بلحنٍ بريٍّ على قوام ظبية الهزائم ولا أذكر من ألمي غير تفاحة الخطايا في حلق أبي يا...
كأنَّ الليل ظفيرة جنيةٍ ثملة وسلالة أحلامٍ تبحرُ في بحرٍ من الحكايات وحشٌ أرهقه النعاس ونام على جسد السماء لتحترق حوله أنجمٌ وقصائد أعياها الحَبَل بالكلمات كعطر يتبعثر كوكبٌ دُرّيّ على وسادة شهرزاد يرتسم بين عينيها ليل يغادر سماءه والجلاد يُقبِّل ذيل قصة أباحت لجني المصباح أن يماطل في النهوض...
في السماء حيث لا بكاء أو غناء لا شيء هناك كما اعتدنا أن نقرأ في كتب الحب قرب زهرة الياسمين لا حبيبة ترخي شعرها على فنجان قهوتي وتحكي لي حكاية خوفها من الهبوط حين يتورد خدها مثل تفاحة, أقطفها فأسقط عن مخيلتي إلى مخيلتي أو إليّ في رغبتي الأولى للحياة فأصير خوفا معلقا في رائحة الموت يا رب أنا بريء...
إلى الشاعر عبدالرحيم جداية (1) وقتٌ بلون ما تخفّى من جنون الكون يغازل الأزرق المسكون بالليل مُجنّحٌ بظلّش جنيةٍ تقيم على سفح القصيدة تنثر في فجرها اليومي شِعراً من ياقوت العاشقين وتنجبُ سندباداً يلملمُ حكايات البحر قبل سباتها الأخير فينمو حرفاً في حضن سيدة للسردِ تجوب أرض الحكاية (2) حبل...
(1) ما زالَ ذو الشَّرى يثملُ في مدخل السيق ويمارس عشقاً اسطورياً فوق صخرة اللات يقتفي أثرَه نقشُ الحناء على يديها وسرابٌ في ذاكرة حمّالات العنب (2) بئرٌ يضاجعها الماء أعاثت في النفس فساداً وتلهَّت بالعطاش وثمَّة قمرٌ يمارس الحبَّ في وضح النهار وربما استفاق شَعرٌ ليليٌّ على كتف راهبة ديرٍ يخبئه...
كما لو أن السماء قريبة كالحب... شيء ما على غيمة يسافر في المطر.... حبيبتي هي النائمة الآن على كتف البركان الأعظم، غافية في حلمها كي تصعذ إلى السماء مضرجة بي، حبيبتي هي صدى حُلمي، هي الآن صداي معبأة بالمطر حتى تكتمل فيّ القصيدة وحتى أصير انتظاراً بالقرب من وجعي وأحتمل السفر أيسر رضوان
وحدي أنا في كاباتشو إنه يوم الأحد حيث لا أحد وحتى أنا لا أطارد نورسا عاد قبل المغيب خائبا من صيد البحر وغفى في بعيده الأبعد حيث لا أحد وامرأة تغادر على عجل وتقول لا تمارس شقاوتك في المساء كما القصيدة كن عاقلا ولا ترواد كأسك عن نبيذه فتصير لا مألوفا حتى لظلك كن كما أنت الآن شاعرا يراقص البحر ثم...
في المحطة كما في الفراغ لا أكثر من صمت للرحيل على غفلة من ضجيج القطار لا أغرب من أن تدفس روحك في حقيبة ثم تلقي بنفسك على مقعد بارد كالخوف ها أنت غائب عن قلبك تخشى أن تلمس وجه الحبيبة أو حتى رؤية انعكاسك في عينها التي أنهكها السفر أنت الغريب في المحطة كاملا في مخيلتك تنقص من أطرافك كما تنقص...

هذا الملف

نصوص
10
آخر تحديث
أعلى