يمنى العيد

مدخل إلى الرواية يذهب سهم الرغبة في رواية الطيب صالح " موسم الهجرة إلى الشمال" (1) في اتجاه تملك الوطن الذي هو السودان. مصطفى سعيد يحمل هذه الرغبة ويعيش هاجس تحققها . الراوي (2) يحمل أيضا هذه الرغبة وإن اتسمت عنده بطابع مغاير حدة وتوتراً وهوية انتماء . ولكن لماذا تملك الوطن ، وهل يعقل...
تشكِّل الحداثةُ مهادًا نظريّاً وإطارًا تاريخيّاً لـ "قصيدة القناع" كما عَرفَها الشعرُ العربيُّ الحديث. ويمكن القولُ، بدايةً، بأنّ الحداثة فعلُ تجاوزٍ مستمرّ يفضي إلى نهوض الأدب أو الفنّ في بنيةٍ مفتوحة، وذلك على قاعدةِ علاقةِ ما هو فنٌّ أو أدبٌ بالإنسان في معناه المتجذِّر في الزمن والنافذِ إلى...
لست من أصحاب الحنين الى الماضي. لكنها الذاكرة، حمالة معان، وشاشة صور، ومرآة لعيش مضى، ولطرح الأسئلة على زمن نود ان نعيش. لا وجود لنا بدون هذه الذاكرة، ولا ذاكرة بدون ذاك الزمن الذي يمضي، أبداً يمضي وتختزنه الذاكرة. *** ها أنا اقف أمامكم لأحكي، ربما لأول مرة!، كيف جئت الى الكتابة. من الصمت جئت...
يُحدِّد العنوان لمنعطفات الرواية العربيّة، موضوع البحث، زمنًا تاريخيًّا يقع بين العاميْن ١٩٦٧ و٢٠٠٣م، أي بيْن هزيمتيْن هما هزيمة الجيش المصري أو ما عُرِف بالنكسة، وهزيمة الجيش العراقي أو احتلال العراق، ما يعني أنَّ العنوان يُضمر الإشارة إلى علاقةٍ بين الأدب والتاريخ، أو إلى أثرٍ يتركه الواقع...
لا أدري لماذا تبحر بي الذاكرة دائماً إلى ذاك المرفأ هناك حيث كان بيتنا على الطرف الجنوبي من مدينة صيدا القديمة، حيث ولدت وأمضيت سنوات طفولتي، قريباً من البحر. كلما سئلت عن أمر يتعلق بحياتي، بما هو ناتئ في سيرتي وحاضر في ذاكرتي، يتقدم عالم ذاك المكان القديم، تتشكل صوره بسرعة فائقة، كما الخطوط...
هذه الدراسة هي قراءة نقدية في عدد من الروايات العربية تناولت في متخيلها السردي القضية الفلسطينية وحكت حكايتها، وربما فقط جوانب من حكايتها. لقد توخيت في اختيار الروايات، موضوع هذه القراءة، أن تكون تواريخ صدورها تعود إلى أكثر من زمن من أزمنة هذه القضية، بغرض البحث عن متغيرات المنظور التأليفي في...
يحيلني العنوان، “الثقافة تمرّد أم مهادنة”، على ما يجري في زمننا الحاضر في أكثر من بلدٍ عربي، وقد برز المشهد، مشهد جموع المواطنين، شباب في معظمهم، يعلنون تمرَّدهم، أي رفضهم لما ساد واقعهم، لحياةٍ عاشوها، وربّما لثقافةٍ وسمتْ ذاك الواقع، أو كانت نتاجَ ذاك الواقع، وفشلت في تغييره. وأتساءل: هل يمكن...
تزدحم الذكريات في رأسي كلّما حاولت استحضارها لأكتب عن سعد الله ونوس، ولا أعود أعرف من أين أبدأ. هل أبدأ من لقائي الأخير به يوم وقف على خشبة “مسرح المدينة” يلقي “رسالة يوم المسرح العالمي” لعام 1996 بتكليف من المعهد الدولي للمسرح التابع لليونسكو، رسالته التي تُرجمت إلى لغاتٍ عديدة من بلدان العالم،...
شكَّلت الحرب الأهلية التي عاش اللبنانيون ويلاتها ما يقارب العقدين من الزمن - وما زالوا يعانون آثارها - مرجعية أساسية لازدهار الكتابة الروائية في لبنان، حتى ليمكن الكلام على ظاهرة روائية حديثة تمثَّلت لا في عدد اللبنانيين اللاَّفت الذين أقبلوا على كتابة الرواية وحسب، بل في الرؤى والعوالم والخصائص...
من الملاحظ أن مسألة الأنوثة اخذت تشغل في الآونة الاخيرة من حياتنا الثقافية ـ في لبنان وبعض البلدان العربية ـ حيّزاً مستقلاً سواء على مستوى الكتابة والتعبير، او على مستوى النشاط المؤسساتي المدني المتمثل في ما ينشأ من جمعيات نسوية، او في ما يقام من مناسبات احتفالية وبحثية تحت عنوان واحدي الدلالة...
يستهل عبد الرحمن منيف الجزء الاول من ثلاثيته الروائية <<أرض السواد>> (1999) بنشيد ملحمي مؤلف من خمسة مقاطع مختارة م خمسة اصوات هي لشعراء ينتمون الى زمن العراق القديم: زمن سومر وبابل وأور. يشكل هذا الاستهلال، كما يبدو لي، ووفق اختيار منيف لهذه المقاطع وترتيبه لتواليها، مفتاحا لا لقراءة الاجزاء...
بإمكان المتابع لمسار ربيع جابر الروائي منذ صدور روايته الأولى "سيد العتمة" (1992) وحتى صدور الجزء الثاني من روايته "بيروت مدينة العالم" (2005)، أن يلاحظ أمرين أساسيين: الأول هو توجُّه هذا الروائي الشاب لكتابة رواية تستعين أكثر فأكثر بعناصر من التاريخ. التاريخ ليس باعتباره ماضياً يدخل في مفهوم...
إن الإنجاز المعرفي الذي قدمه فلاديمير بروب (1895 ـ 1970) في بدايات هذا القرن، شكل نقلة نوعية في مجال الدراسة النقدية للنص السردي القصصي: فبعد أن كان النقد الأدبي خطاباً يصف النص، أو يفسره ويركز على مضمونه وكاتبه، صار خطاباً يعنى ببنية النص وخصائص الشكل.‏ إن مفهوم الوظيفة الذي بلوره بروب بدراسته...
تنتمي ظاهرةُ التعبير عن حريّة الجسد، في بعض الروايات العربيّة التي تكتبها المرأة، إلى زمنٍ معاصر يعود إلى أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحالي. وقد تزامنتْ هذه الظاهرة مع ازدهار الكتابة الروائيّة، وإقبال المرأة على هذا الفن السّردي الذي تمّيز بالحكي عن الأنا، وتوسّل تقنيّة الإيهام بأنَّ...
في بيتنا في بيروت كنّا نلتقي، بيروت التي كانت تحفل بأكثر من نشاط، يصيبها الدمار وتنهض، يغادرها الناس ويعودون، يرحلون عنها ومن ثم يرحلون إليها، كأنهم مصابون بداء حبّها، حبّها العامر بمشاعر الحريّة والانطلاق. مدينة عجيبة هذه الـ بيروت، أفكر اليوم، تنزف ولا تموت، تنزف دماً وحنيناً لزوارها، لذاتها،...

هذا الملف

نصوص
18
آخر تحديث
أعلى