نسرين أكرم خوري

بعيدًا عن هناك، في تلك الليلة، داخل المنزل المحاصَر، عذّبني كابوسٌ لئيم: حلمتُ بأنّني أقرأُ روايةً، وبأنّ كاتبَها كان ينظر إليّ بطريقةٍ ما. لم يكن جالسًا قُربي. المؤكّد أنّه رآني وأنا أضعُ كأسَ الشاي على صفحةٍ من صفحات الرواية، لتخلِّفَ بقعةً حمراء؛ بقعةً صارت تتمدّد بشكلٍ مرعب، وكأنّ أحدَهم ذبح...
انتهت الحرب، وسُرِّحَ أبي بعد مدّة من الخدمة، المبلغ كان ينقصه القليل كي يتحرّر من الصّرّة، بعد أن انتعش شغل والدي قليلًا اكتمل المبلغ بسهولة، وزاد أيضًا عن المطلوب في انتظار إعلان حفل قريب، لكنّ كلّ الأخبار الواردة من "أمّ الدّنيا"... في البرد أتذكّر أنفه الأحمر وقبّعته الّتي كانت رائجة بين...
لم أتزوّج لأنّني، ببساطةٍ، أحببتُ فتاةً قالت لي: "صوتُ كارم محمود هو أنا؛ إنِ قبضتَ عليه صرتُ لك." "شِيَم،" الفتاةُ الوحيدة الّتي أحببتُها، كانت ترى العالمَ موسيقى وأصواتًا. حاولتُ كثيرًا أن أشدّها إلى الواقع، وإلى لمس الأشياء على حقيقتها، لا إلى اعتبارها ألحانًا فحسب. لكنّني لم أفلح. مرّةً...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى