رياض الصالح الحسين

كنا نجلس في مهجعنا في سجن تدمر نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1982، عندما وصلتنا قصاصة من جريدة سورية، تهافتنا عليها، نستطلع الأحرف كتميمة سحرية. كان فيها أخبار عن القطاع العام والحركة التصحيحية وفلسطين والإمبريالية والمنجزات الاشتراكية. وفي إحدى زواياها نعي لرجل كان يضج بالحياة أكثر من...
كثيرون هم الذين تناولوا حياة الشاعر الراحل رياض الصالح الحسين بالتقريظ وكيل المحاسن لسيرته، وهذا شيء جميل أن يبادر به الأصدقاء، وبخاصة لشاعر بحجم رياض مضى شاباً في نهاية العشرينيات وترك إرثاً فريداً ونادراً من القصائد المشغولة بحرفة وتقنية عاليتين، وقد أنجز كل ذلك بعمر قصير، وأنه هنا يذكرني...
كثيرون هم الذين تناولوا حياة الشاعر الراحل رياض الصالح الحسين بالتقريظ وكيل المحاسن لسيرته، وهذا شيء جميل أن يبادر به الأصدقاء، وبخاصة لشاعر بحجم رياض مضى شاباً في نهاية العشرينيات وترك إرثاً فريداً ونادراً من القصائد المشغولة بحرفة وتقنية عاليتين، وقد أنجز كل ذلك بعمر قصير، وأنه هنا يذكرني...
“ يركض في عينيه كوكب مذبوح.. وسماء منكسرة.. بركض في عينينه بحر من النيون.. ومحيط من العتمة الطبقية” مقطع من قصيدة أطلق عليها الشاعر الراحل رياض الصالح الحسين “صورة شخصية ل ر. ص. ح”، لكنها كما يقول الزميل علي الراعي قصيدة تكاد تكون “ بورتريه” عن هذا الشعر الذي أثار جدلاً واسعاً خلال مدّة...
تدافعت في مطلع العقد السابع من القرن العشرين في سورية أصوات شعرية جديدة تتلمس تجربة أخرى غير ما ورثت وما زامنت من شعر التجربة الحداثية. ومن أنقى وأبقى تلك الأصوات ما كان لذلك الرعيل الذي قضى بعضه وتوقف بعضه ولا زال بعضه يحترق شعراً، وفي الصدارة أعدد: منذر مصري، نزيه أبو عفش، محيي الدين...
«ثلاث نقاط ثلاثة أحرف لا تلفظ ثلاثة أصوات صامتة ثلاث نظرات عمياء ثلاث عيون على صفّ واحد في جمجمة ثلاث شهقات ثلاث لطمات رأس بلا رنين على حافة معدنية لسرير في مشفى عام ثلاث خطوات باتجاه شفير هاوية ثلاث درجات إلى مقصلة أو مشنقة أو غرفة تحقيق أو أيّ نوع من منصات الموت المحلية ثلاث طلقات مسدس كاتم...
"في حلب دخلت حياته الآنسة ” س ” ذات الجسد المتين والقلب الطيب كالدراق، ونامت في فراشه بعد أن نفضت عن شعرها الخرنوبي الخفيف ست مدرعات محطمة وحقلاً من الذرة البيضاء. كان رياض الصالح الحسين يعمل عاملاً مياوماً في شركة النسيج، وثم في مؤسسة الأمالي الجامعية التي كان يعمل فيها أيضاً وقتها نذير جعفر...
كان سعدي يوسف في أوج تجربته الشعرية، معلّماً، طبعت له بيروت «الأعمال الشعرية» قبل عقدٍ من الزمن، حين قدّم رياض الصالح الحسين الذي كان يحضّر كتابه «بسيطٌ كالماء، واضحٌ كطلقة مسدّس» ليصدر عن دارٍ صغيرة في دمشق. يرى سعدي أن عيني الشاعر حينئذٍ، «ليستا متجهتين كالسابق إلى ألعاب الآخرين النارية»، لكنه...
ليس رثاء ولا تمجيداً ولا عَوْداً متسولاً على بدءٍ كريم، بل هو الحبُّ هارباً أو ملتجئاً إلى ما مضى وما سيأتي من ذكريات، وربما هو العرفان بالجميل وبما لم يكن جميلاً حتى، وقد لا يكون الأمرُ أو الخمرُ سوى محاولة للتوازن على نصلٍ يمتد ولا يصل، وما من أحد في جيلنا، أعني جيل شعراء السبعينيات، استطاع...
منهم من يكون في أقصى مغارب الأرض، والآخر يكون في أقصى شرقها، في جنوبها، أم في شمالها؛ ثمة تقاطعات بين بضعة من المبدعين، على اختلاف نتاجهم الإبداعي، وهي تكاد تكون قواسم مشتركة بينهم، حتى إنها تكاد تكون معايير إبداعية، ولعل أول هذه التقاطعات: عيش الحياة بكل العجلة، ومن ثم ولأن فترة الحياة محدودة،...
1 حب من الخامسة إلى الخامسة وفي خطّ مستقيم، متوتر، مشرئب نحو لا شيء ألم .. ألم .. ألم أحاديث وأيدٍ خشنة سجائر وصور ملونة وقلب محطم مثل كنيسة تتلقى القنابل بشكل مستقيم *** سأفكر بشكل مستقيم كنخلة كخيط مشدود بقوة بين مسمارين *** سأتكلم بشكل مستقيم مثلما يتكلمون في اجتماعات حلف الأطلنطي وكما تخترق...
قلبي سائغ للقضم ملجأ للأرانب الزرقاء سمكة قرش بزعانف من صبار شرس قلبي سائغ للقضم و يتحرك ببطء على بلاطك الشوكي أيتها الأرض أيتها الأرض الممتدة من الموت بجدارة على نصال الخناجر إلى الموت بجدارة أشد بواسطة حبل يتدلى من شجرة زيتون مغبّرة أيتها الأرض المعبأة بالأخاديد المطلية بالحصى و الرصاص...
اعطِ القناص رصاصًا و انتظر بضع دقائق فسيملأ الشوارع بالجثث .. اعطِ النجار خشبًا و انتظر بضعة أيام فسيملأ البئر بالنوافذ .. اعطِ الحداد حديدًا و انتظر بضعة أشهر فسيملأ البراري برجال يشهرون السيوف .. اعطِ البستاني بذارًا و انتظر بضع سنوات فسيملأ الصحارى بالأشجار .. أما العاشق أما العاشق فلا تعطه...
“الموت! فن، ككل شيء آخر و أنِّي أتَّقنه تمامًا” سيلفيا بلاث و أذكر أنَّ المرأة الزرقاء عندما رأتني أبكي جثثًا و فقراء قالت: عيناك مرآتان لخمسين قارَّة من الوجع و الانتظار و قالت المرأة التي ترتدي العاصفة و الوحوش: أنت تعرف الكثير عن صبايا الأزقَّة المغلَّفات بالأقفال البلاستيكيَّة الملوَّنة و...
أنا صديق الآنسة "س" ذات الشَعر الخرنوبي الخفيف "س" التي يركض في شَعرها حصان هائج و ساقية أنين تبيع (الشيكلس) في المحطات حتى الغروب و تعود إلى بيتها بصدر معبأ بالليل و النجوم و الأحلام اليابسة و قصاصات الجرائد و "س" التي اكتشفت قبل أيام أن فورستر يفرم ألسنة الأطفال الافريقيين و يصدّرها معلبة إلى...

هذا الملف

نصوص
23
آخر تحديث
أعلى