يعقوب زامل الربيعي

لم يلحظ وجودها خلفه رغم العطر الذي طيبت به عنقها قبل مجيئها اليه . ظنت انه كان يتعمد الأمر ، ومع هذا أنتظرت ان يبدل مزاحه وتعمده . وعندما لم تجد ما يدل على تبدله وضعت بيت راحتيها حول عنقه التي وجدتها باردة مما لفت أنتباهتها ، فأندفعت في قلق نحو كرسيها المعتاد لتجلس بانتظار ان تدرك حقيقة ما يحصل...
في صباح كل يوم، كان يقول لها، حين يكون تحت الغطاء، متمددا: ــ " حبيبتي، ليس عندي، ما أقوله، سوى أني أحبكِ " وكانت حين تبتسم بوجهه، تفكر على عجالة ولكن بشيء من القلق " لعلك ما تزال ". وكانت تخاف من حماقة هذه " ما تزال ". وحين يختلط النور الفاقع، بالمستقبل العائم، يمسها ألم غامض. غالبا ما كانت...
في غرفتها، عندما اطفأت للتو نور المصباح الكهربائي وألقت نفسها مع جسدها على فراش السرير، للتو أيضا ، شعرت بلدانة لون البنفسج الغامق، ولكن على نحو آخر. شعور دافئ بأنها لم تعد وحيدة كما في ليال مضت، وأن الجمرة البرتقالية التي كانت تراها كل ليلة، لم تعد كما هي، كما في هذه اللحظة، تتوهج الآن عائمة...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى