ناهدة جابر جاسم

صعقتُ وأصبتُ بالخرسِ حينما رأيتها وهي تحاول وبعناءٍ شديدٍ أن تدخلُ عابرة عتبة الصالة مقبلةً نحوي بعباءتُها السوداء وردائها الأزرق الغامق وقسمات وجهها الشاحبة المتصحرة والباحثة عن اليقين وجسدها الذاوي وكأنها لم ترتشف جرعة ماءٍ منذ دهرٍ. ازدحمتُ بالأسئلةِ؛ ما الذي أطفأ هذا الكيان الذي كان...
صحوت على رنات تلفوني النقال، لم أفلح بالرد. كان رقما مرمزاً، فضولي صار شديداً لسماع الرسالة المتروكة في آلة التسجيل، أصابني شعور غريب. بدأت أخمن من يكون صاحب الرقم السري الذي حاول، جاءني صوته رقيقاً، حنوناً، دافئاً، فأصابني الذهول من نبرات صوته وهو يسأل عني وعن حالي، كان مرتبكاً وهو يخبرني...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث
أعلى