حمد صالح

-2- هل دفنّا الحب في مقبرة ملكيّة ؟ قرانا لم تبح بالسر وان مسها طيف غضوب افرغ الأحفاد دجلة في أقداحهم الليليّة وما كانت وجوهنا المكتئبة تجهل منكم هذه الندوب تبارك إذن يا جوعنا الكبير فالساحات نائمة والزمن يتخثر في المآذن القديمة من هدّم بين الضوء الخافت والظلمة المستكينة - هذه الجسور ؟ امسحي...
- 1 - ( إذا قالت المتعة وداعاً لا ترفض الشمس أبداً نداء العيون...) يقول اراجوان ( تحلمين مفتوحة العينين ما الذي يحدث إذن واجهله..!) يا غربة كل هذه السنين ويا هذا الرشح المنساب من الهواجس المغتربة والكآبة المزمنة والأنين تسامحي لما يقوله أراجون ( خلقنا لنكون أحراراً خلقنا لنكون سعداء) حيث يصرخ...
كقدح مترع يفيض حزناً ومرارة كطفل مرعوب يحتمي بثوب أمه منتظراً حلول الكارثة كشيء فقد مذاقه يتمدد في قصيدة باهتة مجهول، لكنه عامر باليأس والكآبة أرنو إلى هذا التاريخ الرابض على مثلث زمن مثلوم يجف الماضي على حزوز جبيني ويندس المستقبل كريح مجنونة تحت دشداشتي ويظل الحاضر شاهداً الحاضر الذي احترق في...
كنا نتصافح في الحلم كصديقين اجهدهما طول الطريق نتكئ على بعضنا ونشحذ ما تبقى لنا من عزيمة حين تحاصرنا القصائد المتوحشة ويشبّ على رؤوس أصابعنا الحريق يغزونا تعب الأقدمين فنرمم بقايانا ونهبّ من سباتنا واقفين نرفع قصائدنا بوجه الريح ونرسم على جباه أحفادنا القادمين غضب السيول الهادرة وسماوات من الشعر...
كنا نتصافح في الحلم كصديقين أجهدهما طول الطريق نتكئ على بعضنا ونشحذ ما تبقى لنا من عزيمة حين تحاصرنا القصائد المتوحشة ويشبّ على رؤوس أصابعنا الحريق يغزونا تعب الأقدمين فنرمم بقايانا ونهبُّ من موتنا واقفين نرفع قصائدنا ملاذات بوجه الريح ونزرع في جباه احفادنا القادمين غضب السيول الثائرة وسموات من...
الأفق الرصاصي المهيمن على الشرق يمتلئ بأعمدة الدخان الملتوية. جبال عائمة و متراكبة من الدخان الكثيف ترتفع رتيبة و متجهمة لتغطي مساحات شاسعة من وجه السماء الذي لا يبدو انه ينذر بشيء قابل للتحديد على الإطلاق. تنهض الجبال السوداء بإحجام دائرية مضغوطة من فوهة ذراع الحديد القائم إلى جانب الماكنة و...
( إلى صديقي اذعار محمد ظاهر شهيد أحداث لبنان والشاهد عليها) حَبَكَ جويبر العبدالله معطفه العسكري حول جسده وخرج صافقاً باب الحوش وراءه. كان المساء بارداً, والسماء مجدورة بالنجوم المتوامضة, والظلام مُطبقاً لا يستطيع فيه الإنسان أن يرى راحة يده. وفي جيبه الأيسر, فوق القلب تماماً, أنفاس مكبوتة...
منذ أكثر من عشرين عاماً وحمدان المطر يعمل ساعياً للبريد في محافظة نينوى, ولم يكن يوماً قد أهمل عمله أو تضجّر منه, كان يعمل في توزيع الرسائل حتى بعد انتهاء الدوام الرسمي, وفي بعض الأحيان حتى ساعة متأخرة من الليل. ونتيجة خبرة تمتد إلى عشرين عاماً مضت اكتسبها من عملهُ المقرب إلى نفسه كموزع للرسائل...
تمهيد لا بد منه: في عام 1994 قرأت، متأخرا، رواية (خراب العاشق) للمبدع الراحل حمد صالح ولا اعلم كيف كانت دموعي تجري دون ان اعلم. في اليوم الثاني، وكان عاصفا وشديد المطر، سافرت الى قضاء (الشرقاط) ثم الى قرية (اجميلة) ، قرية (حمد صالح) سألت واحدا من اصدقائه، ما الذي كان (حمد) يفعله كل ليلة حين...
ترتفع النخلة السامقة بعذوقها الصفراء المتخشبة وسط هالة مدّورة ومسطحة من الأرض الطباشيرية. تنتابها بين آونة وأخرى حركة واهنة تكاد تكون غير ملحوظة كإشارة خفيّة تعلن لمترقب بعيد لايحس بوجوده أحد أن ثمة حياة لازالت تعتمل بإصرار في جوف السكون القابض. تمتد الأرض إلى الأمام. تأخذ في البعد المغبر لوناً...
ابتدأ الأمكر كلّه بمصادفة, أو لنقل بمزحة حبلت بها حاجة مستوطنة في جيوب كل الموظفين الصغار الذين تطالبهم ضرورات الحياة أن يدفعوا أكثر مما هو موجود في حافظات نقودهم البلاستيكية العتيقة. المسألة برمتها ابتدأت من هذه الفجوة المادية المألوف - أنت رسام ماهر , فلماذا لا ترسم لوحات وتبيعها للناس . أنا...
( قالتْ أنىّ يكونُ لي غلامٌ ولمْ يمسَسني بشرٌ ولمْ أكُ بغياً ) تتدحرج الشاحنة العسكرية بتثاقل على الطريق الترابي المُتعرج. الموبوء بالصخور المرمرية وعروق الأشجار البرية الجافة.. المُتخشبة. والانعطافات السريعة. والحفر المُفاجئة. تتدحرج مُتباطئة. وفي مُقدمتها علامة ناتئة تنبئ المُسافر العادي...

هذا الملف

نصوص
12
آخر تحديث
أعلى