أبو بكر اللمتوني

ظل العدلان السيد (زين الدين) والسيد (منير) يتدارسان رسومهما منذ أفطرا معا حتى أذن مؤذن الظهر، وقد طرب السيد (زين الدين) لصوت المؤذن، فقد كان يظن أن هذا الصوت سيعجل بانصراف زميله، ولكن ظنه كان خاطئا، فلم يبد السيد (منير) ما يشعر باعتقاده أن لهذه الجلسة نهاية، وبالرغم من أن السيد (زين الدين) لم...
كان الصبية يراوحون بين النظر إلى ألواحهم والتطلع إلى فقيههم ، ولم يكونوا في الحقيقة يتبينون شيئا ، فقد كانت ألواحهم لا تكاد تستقر بحروفها على ضوء الذبالة الراقصة ، وكان فقيههم ، على بعده عن الشمعة التي يدورون هم عليها ، هامدا ساكنا ، لا يكاد يبين عن سره بحركة يتحركها جسمه الضخم ، أو خلجة يختلجها...
خرج الفقيه أحمد من المصلي وهو يهيتم بالمعقبات. وما أمن زحام الباب ووجد مضطربا يضطرب فيه، حتى رمى بجناح «سلهامه» الأيمن على كتفه اليسرى، ومضى بخطى واسعة، وبوده لو بدرك الحافلة قبل أن تتحرك. وأمتد الطريق أمامه حافلا بالعسكر، والنظارة الذين يترقبون عودة موكب «المخزن» من المصلى، فرأى أن يتنكب عنه...
قالت نفيسة لزوجها العياشي: "إن شيئا لم يعد ينقصها حتى تشقى لأجل المزيد من المال. إن القرية كلهَا تحسدنا على دارنا التي تفوق حتى ديار المدينة بما تزخر به من أثاث ورياش... أما المزارع فما أحسبك تستطيع أن تحافظ عليها لو أنك استزدت منها. أفلا يغنيك كل هذا يا عياشي عن الاستمرار في تعريض حياتك وصحتك...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى