أسمى العطاونة

إنّه يومي الأول بالعمل كمتدربة في شركة صناعية كبرى بالمدينة الجنوبية، كنت أستمع لدقات قلبي تختنق وأنا أتبع على مضض شابًا قصير القامة، أسمر، بشعيرات متمرّدة، تظهر مع كل حركة يفرك فيها ذقنه أثناء شرحه المُفصّل لي عن الأقسام المتعددة لطوابق المبنى العملاق. أتبعه كتلميذة مطيعة وأحرك رأسي من حين...
عدنا نترنح من البار أنا وأنتِ، جلسنا في ساحة الحديقة الواقعة بوسط المدينة، كانت الساعة الخامسة فجرا، ألقيتِ بثقل رأسكِ على كتفي، لتتخلل أصابعي شعرك النحاسي، كنت تعمدتِ تقصيره وصبغه كما احب، جلسنا نستحضر ذكرياتنا، نضحك حينا ونبكي حينا آخر، نتذكر أوجاعنا، هزائمنا وكيف سمحنا للعاطفة أن تموت فينا،...
دقات الساعة تشير إلى الخامسة عصراً. قلبي يتوق إلى إحتضان أي رجل غريب. فكرت بأوليفر وبعرض مسرحيته يوم الأحد الهادئ هذا. ركبت دراجتي. ألقيت بكعبي العالي في السلة الأمامية، لأصل إلى الموعد بأسرع وقت ممكن. ربطت شعري الأسود الى اعلى، لتجنب تطايره وانسيابه على وجهي كلما هب النسيم الربيعي. فستاني من...
دخلت إلى الملهى الليلي. الأضواء الفوسفورية تضيء الظلام. الموسيقى صاخبة. أشعر بثقل في رأسي. أنظر في وجوه الراقصين الشاحبة. لا تزال بقايا البودرة البيضاء عالقة في أنفي. إرتديت فستاني الأبيض المسترسل ذاته. كتفاي مكشوفان. إلتصقت بجسده وشددت على يديه ليمر بهما على لحمي الفاتر. أمررها ببطئ بين فخذي...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث
أعلى