فاديا عيسى قراجه

بين تلويح ضوء شحيح , وأفول نجم صغير .. قلت له: – مولاي لنبدأ بالحرق .. فالحرق لن يبقي على أي أثر قال بعد تفكير طويل: – الحرق ؟؟ لا يا ريقي .. لأن الدخان سيتصاعد , وسوف تكنسه الريح , وتأخذه إلى أماكن شتى ,و سيسكن روح القصب , فيأتي الراعي , ويصنع لنفسه ناياً كي ترعى أغنامه بسلام ,ناي القصب ستبوح...
هل تكفي أغنية واحدة كي تخرّّ الحروف ساجدة فوق سجادة وصالك .. من أطلق أول موّال فيها ؟؟ من وضع لحن الشوق على سلم موسيقاها ؟؟ من باح للريح بأسرار القصب ؟ من أيقظ الأميرة بقبلة ؟؟ ربما أغنية واحدة وقفت على جبل المسرات ونفخت بالبوق, فقام الحرف من بين الأموات… هبّت نسمة وأزاحت ستائر العيد عن فجائعي...
خرج القائم مقام بعد منتصف الليلة القمراء متنكراً كعادته، دلف إلى دهليز الجواري وتحصّن بين بابين ضيقين، يحرسه عبده تيمور.. يكش ذباب المتطفلين ويعتبر المنطقة محرّمة على العامة .. ألصق القائم مقام أذنه وخده الحار بالجدار فتسربت كلمات تلك الشمطاء، عارية متأوهة أشعلت الحرائق في ثيابه ..مسح قطرات...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى