طارق إمام

أيقظه صفير القطار بينما كان يحلم بمدينة تطل على البحر .. واندهش، لأنها المرة الأولى التي يستيقظ فيها من حلم قبل أن يرى مشهد دفنه . كانت تلك أيضاً المرة الأولى التي يوقظه فيها باعث واقعي ، فطوال سنوات مديدة فشلت كل الأصوات ، و المحاولات اليائسة لزوجته ، في إخراجه من مناماته. أول شيء فكر فيه هو...
الحكاية الحقيقية للقباطنة غرف القباطنة لا ترى البحر. هى غرف واطئة تطل دوماً على يابسة ممتدة، فى مدينة داخلية مزدحمة أو على مشارف صحراء لا تنتظر إلا زحف غزاة بريين، حيث لا شمس تغرق في البحر ولا حبيبة يسحبها الموج.. لا نوافذ منداة تتحول عبرها الحياة لحلم يقظة. أسِرَّة واطئة، تذكارات...
من أي مكان في بلدتنا الصغيرة ، كان يمكنك قديما أن تشاهد جبل الكحل الضخم داكن الزرقة ، منتصبا بشموخ عند تخوم البلدة . عند الجبل تجلس المرأة الحكيمة ، التي لا تملك سوى عين واحدة في منتصف وجهها .كانت عينها واسعة جدا و مكحولة على الدوام و فيها ثلاث حدقات و ليس اثنتين مثل كل البشر .. لذلك كان البعض...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى