أحمد عبد السلام البقالي

رأيتهم يقتتلون للصعود من لجة النسيان للسطح مثل الإربيان أقدامهم على رؤوس الغارقين الحانقين... وجوههم تعترض الأضواء أيديهمو تخنق في الهواء أصواتهم تمزق الفضاء يدفعها حب البقاء كسمك الأنهار تغالب التيار لكي تنال حظها من شهرة أو جاه أو لحظة انتباه لعلها تترك خدشة على وجه الزمان تنقذها من ظلمة...
هذه حكاية أخرى من شاطئ الغيب، يحكيها رواد (مقهى الزريرق) المتكئة على السور البرتغالي العتيق، والمواجهة للمحيط الأطلسي، يحكونها للغرباء وهم نشاوى بسحائب دخان كيف (كتامة) وغرقى في كؤوس التواكل يستمرئون أحلام النهار، ويحتسون كؤوس الشاي الأخضر المنعنع يقاسمهم حلاوتها النحل... حكاية (الميّاح) ليست...
اشترى الغالي التمسماني تذكرتي سفر له ولزوجته الشابة إلى مدينة (أكادير) في الحافلة التي تغادر(الدار البيضاء) في الحادية عشرة ليلا. ونظر إلى ساعته، فوجد انه ما يزال نصف ساعة على خروج حافلته، فسأل زوجته: هل تريد شرب شيء بمقصف المحطة قبل الركوب؟ وجلسنا إلى مائدة، وطلب الغالي لنفسه "اسبيريسو" وطلبت...
هذه صفحة من تاريخنا الوطني المعاصر، تحكي قصة رجل بسيط أحبط مؤامرة استعمارية خبيثة كانت ستغير مجرى الأحداث في مرحلة بداية الاستقلال الدقيقة.. أحبطها دون أن يدري... لم ينتبه جليسي، وهو يروي لي هذه القصة إلى خطورتها.. فقد وردت عرضا، وكاستطراد من استطراداته الشهيرة، في سياق حديثنا في موضوع آخر ...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى