عبد العزيز الحيدر

كم نبعد عن المدينة يا صاحبي ؟ أهي رمية عصا؟ وأي عصا؟ أتلك التي رماها جدك ولم يصل لها .. مات في منتصف الطريق.. أو ربما جلس من التعب يردد زهيريا أو أبوذية يعالج أو يتوهم انه يعالج بها جروحه .... عشرات السنين في انتظار مهلك تتخلله فواصل الرعب والموت.. ولا مدينه.. والقتل, والجوع, والعري , والتغرب...
مسرحية في فصل واحد الشخوص السيدة 1 سيدة خمسينيه السيدة 2 اكبر منها سنا الفتاة فتاة عشرينية احدهم يرتدي ملابس طبية المكان والزمان خشبة المسرح عارية بابين من الاتجاهين اليمين واليسار..ساعة معلقة تؤشر بوضوح العاشرة صالة انتظار ..مكان ما..زمان ما ألفتاة ( تنظر في ساعتها ثم في ساعة...
تتالى عليه....عليهما ساعات الانتظار...ناقشوا الموضوع حد فقدان الرجاء..حد الملل...لم يجدوا سوى الباب المسدود... والمكان اين ...طالما حاولا ان يخمنا ذلك بلا جدوى...لا حل يمكن ان تطمأني اليه...عبثا ... لابد من امكانية من اي نوع...احيان يكون المنجى من ثقب ابره...هيهات...نحن محاصرون من كل...
يطأطئ الوقت نبضاته, الهواء يثقل, يندفع الباب .. يغلق ويفتح امام اصوات الخطوات .. الدالفة والمغادرة .. (هل انا ابكي ؟) نم الان.. يقول الطبيب.. لا تتحدث تبدو لي وجه امي وهي تمسح لي راسي وتقبلني .. (كم كان عمرك ايها الشقي) (هل لك عمر؟) خارجا من بخار شتوي ساخن... دالفا في (دشداشة) من (البازة)...
العزيزة أميلي.... لقد جاؤوا الأمس بالعربة هربت إلى الغابة .... لم أترك أثرا وقفوا أمام البوابة الأولى بما يكفي ثم أمام الباب الداخلية .... نزل طفل صغير بمعطف أحمر..... طرق الباب بما يكفي خلف الأشجار هلعا.... كنت أردد صلاة ودعاء كل ما أعرفه إنك ومن هذا البعد الزمكاني .. أرسلت العربة بنية طيبة...
في هذه المفازات الممتدة في كل اتجاهات الغربة والوحشة,عيناه المتلصصتان كانتا تدوران بدهشة ,وخوف ,وترقب ..فيما ابدية الشموس الحارقة تضرب راسه وتجفف القطرات الاخيرة من عرقه..... وقبل ان يغلق او تغلق عينيه نوافذها المضفورة من الاشواك واغصان الغراقد اليابسة..ابتسم على الصور التي كانت تعرض في شاشة...
كديدان نهمة..عمياء..تتحرك وبثقة تامة نحو جثة طرية هي حصتها ابدأ بوجبتي.. طبقي المعد بمراسيم صباحية محددة ,غالبا ما تصاحبها اللعنات والهمهمة المعبرة عن استياء غير واضح الوجهة…. كأشباح صغيرة مضيئة متقافزة,قلقة, بدأت تشم لحمها وعفن دمها الذي ملأ ظلام هذه الحفرة ..النفق… كفكرة قصيرة مكورة الأفخاذ...

هذا الملف

نصوص
7
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى