فتحي البوكاري

تمهيد إن اختيار البحث في جذور القصّة القصيرة تمّ بسبب الإشكالية المتصلة بأصول هذا الفنّ، وهو موضوع مازال بحاجة إلى عناية النقاد رغم خوض الباحثين فيه وإشاراتهم إليه في كل فاتحة بحث حول فن القصّة أو حول الهوية في النقد والأدب (1) فهو مازال بحاجة إلى عناية النقّاد ويمثّل عنصرا من عناصر الجدل...
تلفّتت في كلّ الاتجاهات بحثا عن تلك النقطة الزرقاء التي تحدّث عنها كارل(*) في كتابه. لم أجدها . كنت كغصن طاف في البحر الميّت . الفضاء مدهش ، أوغل فيه بسرعة فائقة . والسماء تجري فوقي وتحت مرقدي في تناظر ملتبس لنظراتي المرتعشة وكأنّني مغيّب الوعي … كنت مدفوعا دائما لمواكبة التغيّرات...
انتزعني المقنّع من الفصيل واستمتع بتعذيبي. توغّل بي في الساحة المهجورة إلى أن شارفنا أطرافها الغربية وبدأنا نغرق في العتمة. صار المقنّع بلا ملامح واضحة وتحولّ ظلّه المخيف إلى شبح ضخم يزحف بجانبي ويتكاثر بفعل مصادر الإنارة المتناثرة والبعيدة. كان، في لحظاتي الأكثر تعاسة وبؤسا، في قمة نشوته. هو...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى