أحماد بوتالوحت

" ركعتان في العشق لا يصح وضوؤهما إلا بالدم". الحسين بن منصور الحلاج يحار المرء من أين يبتدئ الكلام عند الجلوس إلى صديق يمحضه التقدير و المودة و الإحترام ، و تزداد الحيرة أكثر حينما تضعه الصدفة إزاء الحديث عن كتاباته وانجازاته ، و الانفلات من سلطة و هالة الصداقة و ما بينهما ، موقف أشبه...
(1) على رصيف المقهى كان رجال يجلسون ممددين أرجلهم تحت الطاولات يثرثرون أو يبحرون داخل هواتفهم النقالة , أو لوحاتهم الإلكترونية أويحلون الكلمات المتقاطعة أو المسهمة أو "يحلون " أفواههم في الشاشة متتبعين مباراة من مباريات كرة القدم . بعضهم يمسك صحيفة من الصحف , وسرعان ما يتخلى عنها لآخر ثم يتخلى...
1 عندما أدخل, يستقبلنى برائحة البحر المخبأة فى ثيابه, أجده منهمكا فى اعداد سيجارته المحشوة... الأولى بعد رجوعه الى البيت... أسأله عن العمل يجيب بقطع من الكلام... أدلف الى المطبخ تقفز الى أنفى رائحة السمك المحشور فى السلة... لا أسأله ان كان يريد أن يأكل, تعلمت أشياء كثيرة فى صحبته... أحفظ عاداته...
يأتيني من المرافيء البعيدة ، وشم خنجر، يومض على الساعد ورائحة البحار والمحار في جيوبه الداخلية . وعلى جبينه المحروق بالملح ألف أغنية ، عن الحب ، والخمر ، والنساء . يأتيني مطوقا برائحة الجزر وطحالب الاعماق . يحدثني عن الطيور التي تغادر مرافيء أحلامه . في إتجاه الآفاق الفيروزية . يرفعني إلى الأعلى...
1- القط لا أحد يعرف من جاء به ﺇلى هذه الحانة ولا أحد يتذكر متى كان ذلك ٬كأن وجود القط هنا ! قد تمّ خارج الزمن . صاحبة الحانة ٬المرأة البدينة ٬ لا تجيب بشيء محدد حين يكون موضوع السؤال قط "حانة مارسيليا " " مغاوْري " . هذا هو لقبه الذي حصل عليه من رواد البار فضلاً عن الركلات التي تطال مؤخرته كل...
هَرَباً من الهَاجِرة ، تَخْتَبيء القُرَى في مَحاجِر الجِبال . وبين الصُّخُور عَظاءَات تَأْخُد حَمَّام شَمْسٍ في الظَّهِيرَة بَينَما حَشَرات جَسُورة ، تَرْشُق عَيونَها الزُّجَاجِية الغامِضَة وَفِي غَمْرة السُّكون ، يَتَسَافَد ذُبَاب خُلَاسِي عَلَى أَقْفِيَة المَرايَا وَأَذْرُع المَشَاجِب وَمِن...
كان مساء لما فتح المعطف درفتي الدولاب الخشبي اللتين لم تكونا مغلقتين بالمفتاح ، وكان قد أقنع بعض رفاقه في الخزانة بضرورة الخروج لنزهة مسائية في المدينة عوض الإختناق برائحة النفتالين المغثية والرطوبة العفنة التي تزكم الأنوف. فصاحب البيت كما يعلم الجميع ( يقول المعطف) مريض وقد لازم فراشه ومنامته...
ـ حمودة! أأنت صاحبها ؟ ! ـ والله ، يا أستاذة ،لست أنا ! ـ أهذه هي هدية رأس السنة الميلادية ، يا عفاريت ! كلفت المعلمة " سعيداً" ليتعرف على صاحب الفَسْوَةِ . - (جيفة) chrogne حشر سعيد أنفه بين الياقات وَشَمَّ جِلْدَ الأقفية ، وأخيراً طلعت " الحزقة" من جلباب "حمودة " ـ ماذا تغديت اليوم يا حمودة...
* إهداء: إلى الذين قضوا في سبيل لقمة عيش نظيفة تحت أنقاض مناجم الفوسفاط باليوسفية هناك أسفل حائط " لكريني" جلست, كان جليسك وأنيسك "بولبادر" يطل عليك من اللافتة اللاصقة على قنينة الشراب الاحمر الرخيص, وكان صاحبك قرطاس "الطايب وهاري"**، حملته معك من السوق الاسبوعي الذي يبعد نصف ميل عن الحائط...
كان الَدَّرَكِيُ الذي أوقفني ، في أول المساء ، ليتأكد من أوراق سيارتي ، قد أتاح لي الفرصة لأَتَيَقَّنَ من أن الذي رأيته لم يكن وَهْماً صوَّرَتْهُ لي نفسي المُتعبة . وفيما هو يتفحص على ضوء مصباح يدويٍّ أوراق العربة ، كنت أنا أتحسَّس المقاعد الخلفية للسيارة ،أُرَبِّتُ عليها لأتأكد من أن أشخاصاً لم...
حِذَاؤُهُ فِي الْوَحَلْ ، وَضَفَائِرُهُ فِي السُّحُبْ ، عِبَاءَتُهُ فِي الرِّيحْ ، وَقُبَّعَتُهُ تُرْبِكُ الْفُصُولْ . لَا مَعْنِيٌّ بِمَا يَجْعَلُ الْأَغْصَانَ بَنَادِقْ ، وَالْأَعْوَادَ مَشَانِقْ ، لَا مَعْنِيٌّ بِصَلَوَاتِ الْمَوْتَى ، أَمَامَ اَبْوَابَ الْهَجِيرْ ، لَا مَعْنِيٌّ بِإِغْرَاءِ...
لف حول الطاولة الكبيرة التي تتوسط المكتب بكرسيه المتحرك، اتجه نحو المكتبة، تأمل رفوفها المثقلة بأمهات الكتب ـ كما يقول ـ تناول مجلدا من بين مجموعة لم يقرأ منها غير أغلفتها الخارجية٬ مرر أصابعه اللامعة على الحروف البارزة والمحفورة على الغلاف، خبث في داخله أوحى له “أنت الموظف السامي”، نظر إلى صورة...
لَمْ نَكُنْ نَحْلُمُ بِشَيْءٍ غَيْرَ أَنْ نَكُونَ أَحْياءْ وَأَنْ تَكُونَ لَنَا فُسْحٌ لِلْفَرَحْ وَهَوَامِشٌ لِلْمَرَحْ . وَأَنْ يَغْفُو وَيَضْطَجِعُ تَحْتَ جُلُودِنَا الزَّمَنْ ، وَدُونَ أَنْ نَنْظُرَ في وَجْهِ الشَّمْسِ ، نُحَدِّدُ كَمْ بَقِيَ مِنَّا لِلْوُجُودْ. لَمْ نَكُنْ نَحْلُمُ...
مَتَى صَارَ هَذَا الْعَالَمُ أَضْيَقَ مِنْ سُمِّ الْخِيَاطْ ؟ وَمَتَى أَصْبَحَتْ هِذِهِ الْمُدُنُ مَوْبُوءَةْ ؟ آنَ لِلْبُيُوتِ الْكَئِيبَةِ الْحَبِيسَةِ فِي الْمَوَاخِيِر أَنْ تَتَنَفَّسَ الْبَحرْ، وَلِلْفَوَاجِعِ الَّتِي تَعُضُّ عَلَى نَهْدِ الصَّحْرَاءِ أَنْ تَنْتَهِي . آنَ لِلْحُزْنِ...
قلب الفردتين ...راوح بينهما بين كفيه . - ﺇنه حذاء ذو جلد متين !! - يبدو ذلك من أول نظرة !! جرب الفردة اليسرى ...ﺇنزلقت قدمه داخلها بسهولة واستقرت أخيرا فيها , لقد كانت على مقاس قدمه . - أريد شراء الفردة اليسرى , فقط. هذا ما تسمح به نقودي .! - لا يمكن أن أبيعك فردة واحة فقط !! - أنت ترى أني لا...

هذا الملف

نصوص
124
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى