د. عبدالقادر وساط (أبو سلمى)

في الرابعة زوالا دخلَ (س) متْجَراً للعطور، بشارع الخطيب التبريزي، بالدار البيضاء. كانت صاحبة المتجر امرأة شابة، جميلة العينين، ذات ملامح متناسقة وابتسامة خلابة. وكانت في منتهى الأناقة. ألقى (س) التحية فردتْ عليه بأحسن منها. قال لها إنه يرغب في شراء عطر من النوع الرفيع. نظرتْ إليه بابتسامتها التي...
عدتُ للبيت في المساء ومعي طفلنا الوحيد سَعْد، ذو السنوات الأربع. كنتُ قد انتظرتُه طويلا أمام (الروض) كما أفعل كل يوم، بعد مغادرتي للمكتب. لكن زوجتي امتقعت حين رأته وبدأتْ تنتف شعرها وتصرخ بصوت حاد، يسمعه الجيران: – يا مجنون! من أين جئتَ بهذا الولد؟ هو ليس ابننا سَعْد! ثم حدجَتْني بنظرة يختلط...
كان بورخيس الأعمى يمشي وحيدا في زقاق موحش من أزقة بوينس أيرس، في الهزيع الأخير من الليل، وكان ارتطام عكازته بالإسفلت يُسمع من بعيد. ثم حدث ما كان متوقعا. إذ اعترض طريقَه شاب يحمل سكينا، وهدده بها قائلا: - ها قد حانت ساعتُك أيها الأعمى ! لقد قادتك قدماك إلي لأطعنك بسكيني هذه ! بقي بورخيس رابط...
تقدمتْ نحوي وقالت بصوت ناعم : - سيدي، من فضلك خذ لي صورة... ناولتني هاتفها المحمول، ثم أضافت: - خذ لي صورة لو سمحْت... كانت في مطلع شبابها. في العشرين أو الواحدة والعشرين. تقف في الشارع، كأنما تنتظرني أنا بالذات لألتقط لها صورة بهاتفها المحمول. منذ متى وهي واقفة هناك، أمام محطة القطار، وسط ذلك...
قبل أن أحترف الكتابة كنت سائقَ سيارة إسعاف. ذات يوم غضب مني رئيسي في العمل لأسباب غير واضحة، فاتخذ قراره بنقلي إلى منطقة نائية، يرمزون لها في الخريطة بحرف (دال). أمرني الرئيس أن أتوجه إلى تلك المنطقة بسيارة الإسعاف وأن أحمل معي ما يكفي من الماء والزاد، لأنني سأقضي هناك مدة لا يعلمها إلا الله...
يَعرف المولعون بالشعر أن الشاعرة الأمريكية كايتلين آليستر Kaitlyn Allister قد اختفت بكيفية غير مفهومة وهي في الثلاثين من العمر. ففي صباح يوم الثلاثاء 5 يناير 1960، غادرتْ هذه الشاعرة الحسناء بيتها كالعادة، لكنها لم تعد إليه بعد ذلك. ورغم تحريات وأبحاث الشرطة، طوال شهور، لم يُعرفْ لها مصير ولم...
في السادسة مساء سمعتُ طرقا على باب منزلي. فتحتُ فوجدتُ رُقَية، عشيقتي القديمة، تقف خلف الباب، وهي تمضغ العلك كعادتها بدلال. أخذتها في حضني. لم أرها منذ سنة ونصف. هي أيضا بدتْ لي مرتبكة بعض الشيء. دخلتْ بمشيتها المتثنية وجلستْ على الكنبة السوداء، وسط الحجرة. لاحظتُ أنها في منتهى الأناقة. كانت...
كنتُ تلميذا في العاشرة من العمر. وذات صباح دخلتُ الفصل الدراسي وجلست في مكاني المعهود مثل باقي التلاميذ، فلما فتحتُ محفظتي لم أجد بداخلها أدوات ولا دفاتر ولا كتبا. وجدتُ فقط ضفدعة زرقاء بلون السماء، تحدق في ببلاهة. أخرجتُ الضفدعة ووضعتُها على حافة النافذة، فقفزَتْ تلك المخلوقة الزرقاء فورا إلى...
كنتُ أسكن وحيدا في بيت جميل بضاحية المدينة. لكني فوجئت ذات مساء بشخص غريب قد احتل ذلك البيت. وجدتُه واقفا أمام الباب، وحين حاولتُ الدخول منعني بحركة صارمة من يده. كان يشبهني تمام الشبه، فكأننا توأمان حقيقيان. حدقتُ فيه جيدا، ولما رأيت القسوة تنبعث من نظراته، قررتُ الانصراف إيثارا للسلامة. هكذا...
في الساعة العاشرة صباحاً، اتخذَ مكانَه بمقهى "النجاشي" ، بشارع جمال الدين الأفغاني . اختار طاولة على الرصيف، بقرب الباب الزجاجي. وبحركة رشيقة ، جرَّ أحدَ الكراسي، ثم جلسَ واضعا إحدى ركبتيه على الأخرى. كان يضع نظارتين سوداوين ، ويرتدي قميصا أزرقَ بلا أكمام ، وسروالَ دجينز ، بحزام جلدي سميك ، و...
(* مهداة إلى سعيد منتسب) كنت وحدي بالبيت ، أشاهد برنامجا تلفزيونيا عن الروائي الفرنسي سيلين . و كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف مساء ، حين سمعتُ طرقا خفيفا على الباب. لم أكن أنتظر أحدا في تلك اللحظة بالذات . ألقيت نظرة من النافذة ، لعلي أعرف من يكون ذلك الزائر فلم أستطع رؤيته. شعرتُ...

هذا الملف

نصوص
237
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى