ألموج بيهار

كل ليلة تقابله من وراء الستار، يبدآن حديثهما في هدوء مقتضب، وعندئذ، كما تقول تحديداً لنفسها، يداي هلكتا في النهاية، أصابعي ضعفت، كما لو كانت مخصصة فقط للتقليب بين الصفحات. ودون أن تنتظر أن يتحدث أعدت لنفسها كوباً فيه كيس شاي وأوراق كثيرة أيضا. أفرطت في السكر الأبيض دون حساب، وتُقلب بلحن طارق...
هل تذكرين يا أمى عندما حكيت لى عن زوجين يهوديين جاءا ليسكنا إلى جواركما فى القدس. كانا لاجئين أيضا، أتيا من واقع مختلف. دلفا إلى الشقة المقابلة لشقتك، وشقة والديك. وقد خطَّ الشيب شعرهما فى أوروبا. فى أول ليلة أمضياها فى بيتهما الجديد وفى أرضهما الجديدة، رأيتهما يلتصقان بالراديو. وبعد ذلك كنت...
أ- جئنا بالطبول في صعود طريق نابلس. وأنا كل الطريق كنت أخشى أن يزعج الضجيج راحةَ الجيران إذ تذكرت أني لا يسعدني أن يمرّوا بالطبول في حيّي وكنت أخشى أنّ الإيقاع أكثرُ ابتهاجاً من التعبير عن وجع من أُلقوا إلى الشارع. غضبِ من جاءوا من الشارع. ب- يهوديٌّ بلحيةٍ أنا.. بكاسات شاي.. بمسيحٍ لن يأتي...
(١) في تلك الْفَتْرَة انْقَلَبَ لِساني، وبِحُلُول شَهْر تَمُّوز الْتَصَقَ بسَقْف حَلْقي، ثُمَّ بدأ يُتزحلق بَعِيدًا على صَفْحة الحَلْق حتى وَصَلَ إلى النُطْق العربي. وبَيْنَمَا كُنْتُ أسير في الشارِع، عادَ إليَّ النُطْق العربي الذي كان يَتلفظُ بِهِ جَدِّي أَنْوَر رحمة الله عليه، وكَمْ...
في روايته "تشحلة وحزقيل"، الصادرة بالعبرية عام 2009، والتي صدرت ترجمتها العربية (نائل الطوخي) عن دار "الكتب خان" في القاهرة منذ أيام، يكتب ألموج بيهار عن زوجين يهوديين يعيشان في القدس، تشحلة (راحيل) وحزقيل. ينتظر الزوجان ولادة ابنتهما الأولى كما ينتظران عيد الفصح الذي سيدعوان لمائدته معارفهما...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث
أعلى