عيسى مشعوف الألمعي

بعثر أوراقه القديمة ، وجد رسالة بخط يده مُترعة بالبدايات المتعثرة . حروفها متناثرة كمخطوطة فرعونية ، لكنها لا تزال تنبض بالحياة ورائحة الماضي ، عقود من زمن مضى كأول رسالة حب يكتبها ، وعلى هوامشها رسومات لقلب ينزف ، وسهم يخترق المشاعر ينفذ إلى الأعماق ، استعاد الذكرى والتاريخ والطفولة ، مسحها...
حمل حقيبته المهترئة من قريته التي تحيط بها الجبال كحدوة الحصان، مسافراً إلى مدينة مضاءة ليلاً ونهاراً ، يبحث عن وظيفة ، وهو الذي يرتعب من ظِله ، ولديه الخوف من كل شيء. ولم يبرح القرية منذ ولادته . أقلته سيارة إلى المطار المزدحم، دسَّ ملفه الأخضر العلاقي بين ملابسه البالية ، جابه المفتشين في...
تصطخب في أعماقه شتى الأحاسيس، كالبركان الخامد، وبتدرج بدأت نوبات التفكير تتفتق في ذهنه، بين الكراريس والأطفال، مثل المهرج طيلة خمسة عشر عامًا، يزرع الحروف والأرقام في العقول المتكونة، لتفلح الآفاق، وتينع سنابل الآمال، مما بدت له صفحات الأيام وكأنها بيضاء كلها، حتى أنه فقد رونق الألوان الأخرى،...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى