فاتن الجابري

نسي متى اغتيلت طفولته , لم يعد يفكر بالأسباب سأم من أدوات الاستفهام ، ألف مفردات وإيقاع حياته الجديدة ، حمل كيس الجنفاص وأغلق باب الغرفة الحديدي بحذر ليمنح أخوته ساعات أخر من النوم قبل الذهاب إلى مدارسهم ، عند الباب ودعته أمه وفي عينيها بدت التماعات الدمع ، تقرأ في سرها كل ماحفظته من آيات القران...
في أول يوم عمل له تبددت حالة الاكتئاب التي عاشها منذ ثلاثة أيام حين استلم أمر تعينه من دائرة العمل عاملاً للتنظيف في حديقة المقبرة بأجر يورو واحد للساعة الواحدة ، مضافاً لراتب الإعانة الاجتماعية الذي يتلقاه ، منذ قدومه إلى المانيا لاجئاً سياسياً مطارداً ومهدداً في بلده الذي غادره غارقاً بالموت ،...
أمرأة تطرق بابها لم ترها قط تهمس في أذنها كلمات توقد في صدرها حرائق في غابات التوجس وسعير التساؤلات تتركها لرعب يتناسل فيها ... ستأتين عند الغروب، حذاري للجدران اذان وعيون وأفواه، ساعة بين الغروب وبينها تتأكل الدقائق والثوان في جسدها كأسراب من ديدان سود برؤوس دبوسية تخترق شرايينها وتحتل...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى