أشرف عكاشة

ينهمر العرق من جبينه الكالح بغبار الأسفلت، كيسه البلاستيكي يكاد يخنقه، أثقلته حبات القمح، كنسها من بطن شاحنة تنهب الطريق ، يتوارى القمر خلف غيمات كئيبة، ما عادت ترق لوجه الحقول الذي شققته التجاعيد... أنامله تيبست على مقبض باب الشاحنة الخلفي، تتسلل إليها رعشات متتالية تنبعث من صرخات معدته...
– يا أشرف .. ياحبيب قلبي.. يا ضناي مش قلت لك خليك جنبي .. ألتفت على صوتها، أراها تهدهد رضيعها، بينما تجذب الأخر ليقف إلى جوارها، وقد انحسر الإيشارب عن شعرها الليل، كم كانت نقوش إيشاربها الذي لم يفارق رأسها يوما تراود ناظري! أن أقبل ولا تخف؛ رموش العين واحة من ظل ظليل فأوسد الرأس ولا تسل … صغاراً...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث
أعلى