نزار حسين راشد

أتصفّحُكِ الآن عن بعد يا كتابي المُشجّرِ ّبالأزهار والحُب أتملّى شفاهكِ المرسومةِ على الصّفحة الصّامتة أشعاري التي كتبتها على عجل انكمشت في خجلٍ كزهرةٍ طوت وريقاتها على ما تبقّى بُعيد الجفاف من الرائحة الخافتة وأيّامي التي انقضت بأكناف حُبّكِ لمّا تزل تصطفّ كما القناديل على شُرفة العمر وتلقي...
حين ولدت رسموا حولي دائرةً من الطباشير كُلّ ما فعلته طيلة حياتي هو محاولة أن أخطو إلى خارج هذه الدائرة حسناً لقد فعلت ورأيت العالم خارج الدائرة وتركتها مرسومةً بمحيطها الأبيض كان ذلك يمنحني إحساساً بالأمان ولم أجرؤ على محوها أبداً قفزتُ كالبهلوان فوق حبال الحياة ولم يفارقني ذلك الشعور أنها ليست...
"الرُّجوع إلى الجنّة" ما أجمل فوضى العالم حين يستخفُّهٌ الحُب لا جدولَ مواعيد لا خوف من الغد لا أعمالٌ مُلحّة ولا حلولٌ مؤجّلة الوقتُ مُحتشدٌ في لحظة واحدة هي تلك التي سأراك فيها وكأنها موعدُ شروق الشمس شمسٌ تسعى لغروبها بأناة وثقة دون حسابٍ للوقت ولا عَدٍّ للدقائق وحين أودّعكُ آخر كُلّ نهار...
ها هو القمر يكتمل قبل أن ننتبه يا له من كائنٍ مثابر ذلك النوراني إنها غريزة الإستمرار والبقاء التي يُسمّيها البعضُ احتفاءً بالأمل ويسميها آخرون تباهياً بالإيمان ولكنّهُ في كُلّ الأحوال ليس إلا ذلك الخيط الرقيق الذي يقينا من السّقوط ولكنهٌ يتفسّخ شيئاً فشيئا ويصيب خيوطه الوهن ونبقى مهددين بالسقوط...
في عيد الحب هل ننجح أن نحيي رماد القلب أو نجتبي أوراقه التي تبددت في الريح هل سنزرع في الأرض الخراب باقةً من ورد هل سنعيد الوُد ببسمةٍ نلصقها في وجه هذا العالم المُرتد وهل نعوّض الفقدان ْبزيارة الضريح ْلعلنا نريح نفوسنا التي أدمنت القسوة أو نرقي ضميرنا الجريح ُولِمَ كُلُّ ما نضيعه بالقسوة...
كُلّما أغرتني فكرة الهروب أعادتني إليك التفاصيل تنورتك الماكسي السوداء التي ترسم انحناءات جسمك بخطوط متموجة رقيقة عيناك الصافيتان بلون زُمُّرد البحر شفتاك المزموتان كزرّ وردة يتهيّأٌ للتفتح! رُبّما لم تلبسي في حياتك تنورة سوداء ولكن بالتأكيد لكِ عينان زُمُرديّتان هكذا أضيع في الخيال وأرسم لك...
"سندباد" قصائدي مفتوحة كقميصٍ منحل الأزرار يكشف البياض العاري ويذهب بالرّوح إلى أخيلةٍ بعيدة إلى دهشة السّفر ووحدة الطريق إلى حيث لا رفيق سوى الأفكار العابثة التي تملي الإبتسامات على الشفاه الجامدة! لا تمض مطرقاً يا صديقي إرفع رأسك قليلاً واختلس النظر إلى مفاتن العالم حيث ترخي الأشجار ذؤاباتها...
"الكتابة المسرحية: الوجه الآخر لمعضلة الحياة ، حين يتنكر الدور بزي الحقيقة" بدت كغجرية جميلة، بثيابها الزاهية الألوان، ومنديل الرأس المحلى بالرقائق الذهبية، تغلي بالحيوية، وتتجرأ في الكلام، وكأنها طالعة من قصر أندلسي، أو قادمة للتو من سوق بغدادي، حاملة عبق عطوره و بخوره. شيء من التواضع وكثير من...
"مجموعة سناء الشعلان المسرحية: سيلفي مع البحر، سقوط الجدار الرابع" سقوط الجدار الرابع، هي التقنية التي توظفها سناء الشعلان في المسرحية الأولى من مجموعتها المسرحية " سيلفي مع البحر". المسرحية الأولى : دعوة على شرف اللون الأحمر، اللون الأحمر، شهادة الدم، لون الديكتاتوريات المفضل، قطع أصابع...
" إلى ذكرى محمود درويش: أنا لستُ لاعب نرد" لم تكن ولادتي حادثاً عرضيّاً بل تدابير قدر وفي بضع سنين صرتُ شاهداً على عرس عمّي وانتشار شجرة الياسِمين ثُمّ تسلسلت الحوادث من خطابات الأئمة والزُّعماء حتى ضياع فلسطين ولم أتوقّف مضيت في الطريق الذي رسمه الله لي وعاندتُ كُلّ مُضلٍّ مبين مددتُ يداً...
استعرضتُ لائحة الطعام، ليس فيها ما يثير الشهيةشهيتي للطعام مقفلة، ما أحتاجه هو امرأة، نهمي للنساء ليس شهوة، نزوعٌ روحي، توقٌ إلى الإكتمال، العبور إلى الطرف المقابل، في هذه الغربة الموجعة، المرأة هي المظلة التي أهبط بها من عليائي المُهدّدة، إلى أرض القرار، المعبد الذي سأتلو فيه صلواتي بخشوع،...
عرفتُ الإسكندرية قبلاً، مدينة وادعة بالرغم من حيويتها الزائدة، متصالحة مع نفسها، ومستسلمة لوشوشات البحر صيفاً،ولصخبه شتاء، ولا تحمل زمجرته المتوعدة على محمل الجد، لم يتغير البحر، ولم تتغير المدينة كثيراً ولكن تغيرت النفوس، لقد آلمني كثيراً منظر المتظاهرين الذين لجأوا إلى مداخل العمارات هرباً من...
بين التفاؤل والتشاؤم عطفتُ أعنّتي على مصر المُصُور مصر التي لو سامها زمنّ بداء نبتت على جلدي البثور عاينتُ حالتها ولم أجد أملاً سوى أن يُبدِلَ اللهُ الأمور... وهناك في الفيحاء حيث تساقط الأطفالُ تحت القصف بلا حولٍ كما تهوي القشور... صديقتي أنا متفائل ولكني رأيت مثلك تلك التي انتحرت نادبةً زواجها...
" إلى القدس وأمها فلسطين" ها قد مضى زمنٌ وغاب وشاقني منك الخطاب وكيف أرضى دون قربكِ بالتشرُّدِ والغياب وأنا الذي وطّنتُ قلبي أن يحِنّ وأن يراكِ بلا حجاب وتنسّمتْ روحي شذاك وترشّفتْ حٌلو الرُّضاب وأنا الذي من قبل ديرتكِ الحبيبةِ قد وقفتُ بكل باب وسعيتُ نحوكِ ليس تثنيني المسافة أو يُثبّطني...
كُنتِ على وشك أن تصبحي بطلة روايتي الجديدة التي سيحولها مخرج مفتون إلى فيلم سينمائي، ولكنك تنازلت عن الدور بمحض إرادتك،وتواريت وراء المشهد، سحبت حضورك بعيداً عن ضوضاء الورشة، وتركتني ضائعاً بين الوجوه، أبحث لك عبثاً عن شبيهة، لأكتشف أن ليس هناك شبه بين الوجوه ، ولأكتشف أن الوجه ليس رسماً وخطوطا،...

هذا الملف

نصوص
202
آخر تحديث
أعلى