نزار حسين راشد

لطالما أضحكتُُك وأبكيتُك بحكاياتي التي لم أحكها لأحد غيرك، وكأنها سرٌّ نتقاسمه بيننا، فهل أدخلت حكاياتي لقلبك السعادة، هل أسعدتك؟ هل قالت لك شيئاً جديداً عن العالم؟ هل فتحت لك حجراته السّرّية، هل أشبعت فضولك، هل دغدغت أحلامك، هل أيقظت في قلبك حب الحياة، هل جعلتك تنتظرين حكايةً جديدةً كل ليلة،...
يبدأ الليل بدقيقة صمت بوقفةٍ واهنة ربّما آوي مبكّراً إلى النوم فليس لي أربٌ فيما تبقّى من الليل ربما يزورني وجهك في الحلم فيبضّ ليلي وأنسى عناء النهار إلى أيّ حضنّ سآوي وقد هجرتني الأماني ونامت مفاتيحُ قلبي على عتبة الدار تعبت ولكنّني أواصل السير آملاً أن لا تخذلني جثتي فألقي بها على سرير من...
سافرت إلى الفلبين في مهمة٠ قصيرة برفقة مجموعة من زملاء العمل وفور نزولنا في أحد فنادق مانيلا، وربما من قبيل الحرص على سلامة السائحين،حذرناموظف الإستقبال من أن لا نتجول مفردين،وأن نتجنب بعض المناطق،التي يتجمع فيها أفراد عصابات،وزعران،وخص بالذكر منطقة على الشاطيء،لم أكذّب خبراً وكعادتي في التحدّي...
لقد منحتُكِ حياة أخرى في قصصي وحكاياتي وها أنت تتجولين حُرّة من فروض الحياة ، وطقوس العيش المثقلة، طليقة كطيف ، زاهية كلون،لا يمسُّكِ اللغوب ولا ينالك الرّهق. رسمتُ لك صورة أخرى، ووضعتٌ على شفتيها ابتسامة دائمة، أكاد أسمع حفيف ثوبك وأنت تتجولين، ويستخفّني الطّرب لرنّة صوتك حين تنطقين، وأراقب...
أن تفتح قلبها للحُب وتمحض روحها للعفًة، فهذه راهبة الحُب، ترفُّ هنا، وتعفُّ هناك، توافي هنا، وتُجافي هناك، وبين هذا المدِّ والجزر، تراوحت أمواج عمري: أيّاماً ، شهوراً، سنيناً! ُلا أدري فقد فقدت حاسّة العد، لم ترتشف النّحلة الرّحيق، ولكنها هامت بالتويج، منشية باللون، وبالزهرة المغضية، وهذا...
الشوارع تموج بالمتظاهرين، كانت هذه لازمة إيقاعية في شوارع الضفة الغربية للأردن قبل عام ١٩٦٧، فالناس دائماً متحفزون وعلى حافة التمرد، كان يكفي أن تطلق الأحزاب أبواقها، حتى تفيض الشوارع بالناس وتضج بالهتافات. كنت أجاهد لحشر قامتي الصغيرة في زحام الأجساد مدافعاً بأقدامي الصغيرة، التي تقف في مكان...
لعل أجمل أحداث الحياة، هي تلك التي تحدث على غير موعد، في نقطة عند تقاطع الزمان والمكان، فتنشلك من طين الروتين، وترفعك فوق مجرى الحدث اليومي، فتفضُّ الإشتباك مع شؤون حياتك برشاقة نسلِ شعرة من قرص عجين. أن تلتقي عيناك بعيني فتاة في مقهى، وتجد نفسك مشدوداً لحضورها، وقد تجد نفسك فجأة مستسلماً...
إيثاكا أهم من الطريق إليها فما الجدوى من الرحلة الظامئة إذا لم توصلنا إلى رأس النبع في اللحظة التي تنجحين فيها في كتم ضحكة عينيك حين تقعان في عيني سأعرف انه لم يعد لي في قلبك أي مكان لا تزال خيول حُبُّكِ تركض في سهوب روحي فلا هي تُستأنس ولا أنا أيأس.. لو نستطيع أن نُفصّل الحُب عل. قدر الأغاني...
انتدبتني جهة معنية،لتتبع قضية فساد مالي في أحد الفنادق،وتحت غطاء التعيين بوظيفة مدير مالي وإداري،وبحكم خبرتي السابقة شرعت في تدقيق كشف الحساب اليومي، كان كل شيء مطابقاً تماماً،وليس هناك أي شبهة في التلاعب. ولأسبر غور هذا السر بدأت في استدعاء المسؤولين المعنيين،واستجوابهم بطريقة مواربة،بحجة...
وهكذا تكتملُ دائرةُ وحدتي ْويدورُ الحوار وأصمد على شفا الإنتظار طارداً أشباح خيبتي القمر يفرش بسطه الذهبية في خيام الليل ويهيّء مُتّكأً لخلوة طويلة وشعاع النّجم الخفيف يخطُّ في الرّوح ألواناً من البهجة النّاحلة السماءُ مزركشةٌ كثوبٍ شركسي والأمواج تتدافع كحملانٍ صغيرةٍ مرِحة وتستريحُ الرّوحُ...
جئتِ حاملة أسرارك الصغيرة في حقيبة يدك، مسافرة صغيرة قادمة من مدينة أخرى، وفي رأسك أفكار غامضة حول عالمك الجديد، صامتة وخجولة ومشدودة إلى مقعدك، ولم تلبثي حتى استجمعت ثقتك ، وتردّدت أنفاسك منتظمة في فضاء الغرفة الدافيء، لم أدرك حينها لِمَ كنت مشدوداً لمتابعة تفاصيلك الدقيقة، صديقي البليد الذي...
يزعم العرّاف أن اسمكِ مرسومٌ على كفّي يتتبّع رسم الحروف بطرف سبابته على راحة يدي وهو يقرأ سورة القلم نون والقلم وما يسطرون وأكملُ الآية الكريمة ما أنت بنعمة ربك بمجنون يرفع رموشه التي وشّاها بياض كالطحين ويقول معلناً: أمّا أنت فمجنون مجنونُ هذا الإسم المرسوم على كفّك! يحرّر راحتي ويرفع كفيه نحو...
مُعلّقٌ أنا كالصيد في خيوط حُبّك الجميل مُعلّقٌ كما السؤال بين ممكنٍ ومستحيل يشُدّني الممكنُ تارةً وتارةً اُحومُ كالنورس فوق موج المستحيل! ربما تكونين كما كُلّ امرأة تنهض في الصباح باكراً تُعدُّ قهوة لزوجها تهيّء الأطفال للذهاب تدخل في الثياب تشُدُّ فوق رأسها المنديل ثُمّ تستقلُّ الحافلة.. كيف...
تُرى من يجرؤ على التطفُّل على قلب أُم، ليسرق منه شيئاً من الحُب، ذلك الحُب المنذور قرباناً منذ الولادة، والموهوب مجانأً لأولئك القادمين الجدد، وهم بعد مشروعاً في ظهر الغيب، ذلك الحب الذي يخُطّ مسار حياة، بين بدايةٍ ونهاية، هي مسيرة عطاءٍ يتجدّد في كُلّ خطوة ليخلع على الأُمومة قداستها، تلك البذرة...
شبكت يدها بيدي، وطلبت إلي أن أضع يدي حول خصرها، كانت سمراء طويلة، ونظرت من علٍ بإشفاق إلى خجلي وتعثر خطواتي، ولكني التقطت الإيقاع فجأة بتأثير الموسيقى، مما أدهشها وسرّها، اختُتمت الرقصة وصفق الجميع. لقد لبيت الدعوة التي قدمتها لي السيدة العجوز، مكافأة على مشاركتي كأجنبي في الحملة الإنتخابية...

هذا الملف

نصوص
202
آخر تحديث
أعلى